تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من أيقظ حكاية الألف عام ..؟

مجتمع
الأربعاء 30-3-2016
أيدا المولي

اليوم -التاريخ -حكمة اليوم : من سار على الدرب وصل ومن اجتهد نجح , ومن زرع حصد هذه الثلاثية كانت مانشيت السبورة المدرسية بانتظار المدرس الذي سيدخل ويشرح الدروس ويملؤها بالمعلومات ويملأ فراغ العقول الصغيرة التي تستجيب لكل ما يقال لها

الفراغ مازال موجودا, ولم ينتبه أحد إلى أن نوم الطالب على مقعد المدرسة وفي ساعة إعطاء الدرس فيه عطب ما لذا فإن حكمة اليوم هربت والأفضل للتاريخ أن يصاحبها‏

كانت معظم المدارس عبارة عن أبنية مستأجرة تفتتح صباحا ثم تغلق لبعض الوقت ظهرا سانحة الفرصة للطلبة بتناول الغداء في بيوتهم والعودة ببطون شبه ممتلئة للدوام مابعد الظهر , لكن لم أعرف حتى اللحظة لماذا كانوا يتابعون الدوام المدرسي لفترة نهارية ثانية حتى العصر ؟‏

هل كانوا يأخذون الدروس النظرية صباحا و يخترعون ظهرا أم كانت فترة بعد الظهر لتنفيذ العقوبات الطلابية لمن لم تتح له فرصة العقوبة التي تعدت الضرب بالمسطرة الى الحبس في مستودع للمقاعد المكسرة وغيرها ، لكنهم كانوا يخيفون التلاميذ بأنها بيت الفئران التي ستخرج من أوكارها لتقضم أذن أو أنف كل من يشاغب في الصف أو من لم يؤد واجبه ولم يحفظ درسه‏

ولت الحكمة من وراء المدرسة ومع ذلك لابد من تسجيل اليوم والتاريخ وحكمة اليوم ..ومن المؤكد أن النقطة الأولى في تاريخنا المدرسي هي نقطة النور في حياتنا وهي تشبه نقطة الصفر ولم يبد أن الصفر تحرك من مكانه , وان كان أحد يمانع فليثبت أن ما نعيشه اليوم هو الحضارة‏

الحرب كشفت أننا عشنا الكذبة الكبرى.. متمدنون .. كيف ؟ والجلباب الذي لبسناه منذ ألف عام مازال يغطينا من دماغنا إلى أسفل أقدامنا‏

مع كل أطماع العالم بنا إلا أن ذاك العالم الذي نصفه بالعالم المهيمن أدرك مالم نستطع إدراكه عن أهمية وطن .ومن وثائق التاريخ التي نشرها موقع « اكتشف سورية » هذه الوثيقة :‏

في عام 1919 أعدت لجنة كينغ كراين الامريكية تقريرا حول سورية - ومضمونه : « لما كانت سورية جزءاً من رأس الجسر، الذي يربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا ـ حيث يلتقي الشرق والغرب بصورة فريدة ـ فإن موقعها ذو أهمية استراتيجية، وسياسية، وتجارية. كما أن له أهمية من زاوية الحضارة العالمية، لهذا يجب أن تتصف التسوية التي توضع لهذه المنطقة بالعدالة، بحيث تبقى على الأقل، ذات نتائج حسنة، لها صفة الاستمرار بالنسبة لقضية نمو حضارة خيّرة في العالم.»‏

ذاك هوالعالم المستعمر, العالم المسيطر, والمستبد. وأيا كانت التسمية فهو يذكر إضافة لأهمية وطننا التي حفظناها عن ظهر قلب في كل كتب التاريخ والجغرافيا ,التي تعلمناها من نقطة الصفر تلك عرف ذاك المستعمر القميء قيمة وطننا من زاويته الحضارية العالمية .ونحن لم نعرفها‏

زار هذه الأرض الحثيون والفينيقيون والكلدان وسومر .وعمروا وأنتجوا فكرا يقوم على كيفية الاستقرار والعيش بسلام وأبدعوا وتركوا أوغاريت تحكي قصة الأبجدية الأولى , ثم أتى الرومان واليونان وحملات الصليبيين والتتر المغول الذين فتكوا ودمروا ثم العثمانيون الذين كانوا أكثر نجاحا من كل من مر على سورية لأن رواسب التخلف التي زرعوها ورثت عبر الخلايا الجينية التي توارثناها منذ ذلك الزمن‏

والتي لم تمح منذ أن كانوا يحبسون التلاميذ الصغار في غرفة الفئران منذ نقطة الصفر تلك التي لم تتزحزح منذ ذلك الزمن‏

ولم يعد هناك أي داع ليكتب أي تلميذ أي حكمة فقد تطايرت مع أول رصاصة أطلقت ومع كل أنواع الأسلحة التي ينهمر رصاصها في كل مناسبة . مع كل ذلك فحتمية التاريخ تولد حقائق والحقيقة التي نحن بأمس الحاجة لها هي تجاوز نقطة الصفر والانطلاق .وخلع جلباب مازال يحكمنا منذ أكثر من ألف عام .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية