تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما بعد تدمر.. وبروكسل

نافذة على حدث
الأربعاء 30-3-2016
فؤاد الوادي

فَتحت المواقف والتصريحات وردود الفعل الدولية التي أعقبت عملية تحرير تدمر والتي جاءت غداة التفجيرات الإرهابية التي ضربت بروكسل، فتحت الباب مشرعاً على فرصة جديدة من التعاطي الدولي مع الأزمة في سورية بشقيها السياسي لجهة ضرورة الإسراع بدفع عجلة الحل السياسي،

والميداني لاسيما الجزء المتعلق بمحاربة الإرهاب وضرورة تكاتف الجهود الدولية للتصدي لوقف هذا الخطر الذي استفحل واستشرى بشكل فاق التوقعات أفقياً وعمودياً وفي مختلف الاتجاهات لاسيما بعيد أحداث بلجيكا الصادمة التي أعادت المجتمع الغربي مجددا الى دائرة الصدمة والذهول والرعب.‏

و رغم حياء وخجل بعض المواقف الأوروبية والغياب المقصود للبعض الآخر (الأميركي والفرنسي والبريطاني )، إلا أن ذلك لم يكن كافيا للتغطية على تشكل جبهة غربية جديدة من الأصوات المؤنبة والرافضة لسلوك معظم الدول الغربية حيال الأزمة في سورية، عكستها ردود الفعل الغاضبة التي لا تزال تتواتر عبر الإعلام الغربي والأميركي الذي بات أقرب وأشجع من أنظمته وحكوماته إلى قول الحقيقة المرة بالنسبة لهم جميعا.‏

تبقى الإشكالية التي لطالما تحدثنا عنها والتي باتت معضلة حقيقية يصعب حلها، في إمكانية مواكبة العقل الغربي وتحديدا الأميركي لتلك المتغيرات والتحولات الميدانية التي تفرض عليه اعادة حساباته إزاء التعاطي مع قضايا وازمات المنطقة، وخاصة الازمة في سورية كونه المفتعل والمسبب الرئيس لها في ظل هذا القصور والفشل السياسي الذي يطبع سياساته وسلوكه نتيجة جرعات الخداع والتزوير والتخدير وقلب الحقائق التي لا تزال تضخها الولايات المتحدة في جسد وعقل دول وشعوب العالم.‏

إعادة الحسابات تبدأ بالاعتراف بدور الدولة السورية في محاربة الإرهاب ومن ثم اتخاذ مواقف جادة وفاعلة للقضاء على هذا الوحش، لكن الأهم وقبل ذلك كله امتلاك الشجاعة والجرأة للاعتراف بالأسباب والمقدمات التي أوصلت الى هذه النتائج الكارثية في المنطقة والعالم وهنا أس المشكلة وأساسها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية