تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني.. أسطورة الصمود في مواجهة المحتل ونيل الحرية

شؤون سياسية
الأحد 21-4-2013
 محرز العلي

يحيي الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات يوم الأسيرالفلسطيني الذي يصادف يوم السابع عشر من نيسان في كل عام حيث تم في عام 1974إطلاق سراح أول أسير فلسطيني

في عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي ونال الأسير محمود بكر حجازي الحرية بعد أن حكم عليه بالإعدام من قبل محاكم الكيان الصهيوني الظالمة مايعني تصميم الشعب الفلسطيني على دفع قضية الأسرى إلى الواجهة باعتبارها تمثل صراعاً مفتوحاً مع الاحتلال وتمثل قضية الشعب الفلسطيني وعنوان العدل والسلام.‏

إن إحياء يوم الأسير من قبل الشعب الفلسطيني والأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركتهم بأهم سلاح يملكونه وهو إضرابهم عن الطعام (معركة الأمعاء الخاوية) يشكل صرخة غضب إزاء الواقع المتردي والممارسات اللاإنسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق آلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال كما يشكل ذلك مناسبة للفت أنظار المجتمع الدولي إلى قضية الأسرى وحثه على ضرورة التخلي عن صمته المطبق إزاء حقوق الشعب الفلسطيني ولاسيما حقوق الأسرى التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية والتخلي عن سياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية والتي تجلت واضحة في تقاطر المسؤولين إلى الأراضي الفلسطينية من أجل طلب الإفراج عبر الترغيب والترهيب عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان يصوب سلاحه باتجاه المواطنين الفلسطينيين مع جموع الجنود الذين ينكلون ويغزون الأراضي الفلسطينية.‏

إن معاناة الشعب الفلسطيني مع الأسركبيرة وقديمة وتبدأ منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 الذي تم بموجبة إنشاء الكيان الصهيوني حيث استخدمت سلطات الانتداب البريطاني السجون لكسر إرادة المقاومة عند الشعب الفلسطيني ضد الانتداب وضد التسهيلات التي أعطيت للحركة الصهيونية العالمية آنذاك وبعدإنشاء الكيان الصهيوني استخدمت سلطات الاحتلال أبشع أنواع القمع والمجازر ضد الفلسطينيين وزجت بالآلاف في المعتقلات ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يخوض الأسرى الفلسطينيون معركة الكرامة مع السجانين والجلادين الإسرائيليين من أجل التحرر ونيل الحرية.‏

لقد تعرض الأسرى الفلسطينيون للتعذيب وحرموا من أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها الاتفاقيات الدولية ومورست بحقهم وبحق عائلاتهم أعمال إجرامية ترقى إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ولذلك فإن قضية الأسرى تعتبر من أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث كما تعتبر من القضاياالأكثر حساسية واهتماماً لدى الأوساط الشعبية الفلسطينية في معارك الكفاح والنضال من أجل الاستقلال ونيل الحرية والخلاص من قبضة الاحتلال الغاشم وسياسته الوحشية اللاإنسانية حيث تأتي هذه الأهمية من أعداد الفلسطينيين الكبيرة التي عرضت للأسر فلم يسلم بيت فلسطيني أو عائلة إلا وتعرض أحد أفرادها للأسر وقد أظهرت الاحصائيات أن نحوأكثر 800 ألف فلسطيني زج بهم في المعتقلات الإسرائيلية منذ عام 1967 وحتى الآن وذلك بحجة مقاومة الاحتلال أو المشاركة في النشاطات والفعاليات الوطنية والانتفاضات الشعبية ضد المحتل منهم من أفرج عنه ومنهم من استشهد ومنهم من بقي حتى الآن حيث يقدر عددهم بنحو 4900 أسير وأسيرة بينهم 235 طفلاً و14 أسيرة و14 عضو مجلس تشريعي ووزيرين سابقين.‏

إن ذكرى يوم الأسير الفلسطيني تأتي هذا العام في وقت يخوض فيه الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية معركة ضد الاحتلال تقدمت على كل أشكال المقاومة والكفاح الفلسطينيين ودفعت قضيتهم والقضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية وإعطاء جزء من الاهتمام ولاسيما في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتعتيم على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يساعدعلى ذلك الانقسام الفلسطيني المتواصل وتوقف المفاوضات والمقاومة في آن مايعني أن معركة الأسرى التي يخوضها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية تكاد تكون آخر ماتبقى من الكفاح الفلسطيني والوسيلة الوحيدة للفت الانتباه وإعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام الدولي.‏

لقد سطر الأسرى الفلسطينيون بإضرابهم المفتوح ملاحم بطولية منقطعة النظير في معركتهم ضد السياسات والإجراءات القمعية الإسرائيلية معرضين حياتهم للخطرالشديد وذلك في خطوة نضالية تعتبر الأهم والأبرز في هذه المرحلة الحرجة وفي مراحل النضال الفلسطيني والتي من شأنها فضح سياسة الاحتلال التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية كما تفضح التواطؤ العربي ولاسيما الخليجي ودور الجامعة التي باتت تلعب دوراً تخريبياً بعد أن اختطفت من قبل أمراء ومشايخ الدولار والنفط وبما يخدم سياسة الكيان الصهيوني التي تهدف إلى بث الفوضى في الدول العربية ولاسيما محور المقاومة من أجل تمييع وطمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.‏

إن قضية الأسرى الإنسانية والعادلة واستهتار إسرائيل بالقوانين والمواثيق الدولية وتعمدها تجاهل حقوق الأسرى ولاسيما حقهم في الحصول على الأدوية والعلاج وإطلاق سراح المرضى والأطفال والنساء يتطلب من أحرار العالم والمنظمات الدولية تبني ملف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والعمل من أجل الحد من تجاوزات وانتهاكات سلطات الاحتلال بحق الأسرى كما يتطلب من السلطة الفلسطينية ولاسيما بعدأن تم الاعتراف بفلسطين كدولة عضو مراقب في الأمم المتحدة استثمار هذه المكانة الجديدة في المجتمع الدولي لطرح ملف الأسرى وفي جميع المحافل الدولية للضغط على الكيان الصهيوني وحمله على احترام القوانين الدولية وإطلاق سراح الأسرى واستطراداً تطبيق القرارات الدولية التي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.‏

">mohrzali@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية