متسع من الوقت
كم مادة انتهيتَ من مراجعتها حتى الآن؟ بدأ يتكرر حضور هذا السؤال بين أبنائنا طلبة الثالث الثانوي الذين تفرّغوا لفترة المراجعة منذ حوالي الشهر تقريباً..
الوقت ما زال مبكراً للحديث عن المواد التي تمّ الانتهاء منها وفق وجهة نظر العديد من الطلاب والأهالي ومازال هناك أكثر من أربعين يوماً على بدء الامتحان، كما أن القناعة السائدة هي أنه ليس المهم أن يتمّ الانتهاء من المقررات بسرعة بقدر ما يجب استيعاب ما تتمّ مراجعته حتى تكون العودة إلى المواد في الفترات الفاصلة بين مادة وأخرى سهلة ليكون المردود أفضل..
لكلّ طريقته!
هل تراجع كل مادة بمفردها أن تبدأ بأكثر من مادة في آن معاً، وهل تعتمد أسلوب الحفظ التقليدي أم أنك مؤمن بالتفكير النقدي والتحليلي وتثق بأنه لن يخذلك في الامتحانات الأخيرة؟
القسم الأكبر من الطلاب الذين نحتكّ بهم ونسألهم عن دراستهم يطمئنون لأسلوب الحفظ كما هو موجود في الكتاب لا لعدم قدرتهم على الاستنتاج والاستنباط وإنما لعدم ثقتهم بأسلوب التصحيح، ويعتقدون أن الالتزام بما هو موجود في الكتاب بحرفيته هو الأكثر ضماناً والأكثر فعالية، والقسم الأكبر منهم يراجع أكثر من مادة في آن معاً فيراجع المواد الحفظية صباحاً والمواد العلمية في فترة الظهيرة والمواد الأخفّ كاللغات في فترة المساء لكن أحدهم أصر على أن مراجعة كل مادة بمفردها أفضل ويساعده على التركيز أكثر..
بعد شهر
مضى حوالي الشهر تقريباً على فترة المراجعة وباق من الزمن /42/ يوماً ومن واجب كلّ منّا أن يسأل ابنه: هل مللتَ وتعبتَ أم أن الأمور ما زالت مقبولة بالنسبة لك، وهل بدأ قلقكَ يزداد أم أن ثقتكَ بنفسك تدفعك للمزيد من الجدّ والاجتهاد؟
الأخذ والردّ مع الأبناء مطلوب لنفض غبار التعب عن جباههم الغضّة ولإعادة تدفّق العزيمة في دراستهم وتصميمهم..
بعد شهر من المراجعة لاحظنا بعض التململ لدى البعض والشكوى المزمنة هي صعوبة المنهاج وخاصة بالنسبة لطلبة القسم العلمي..
الزيارة ممنوعة!
عذراً، الزيارة ممنوعة وخاصة للأصدقاء إلى ما بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة! هذا وجه آخر لهذه المرحلة الحساسة بالنسبة لمستقبل أولادنا، هذا الوجه قد يريح هؤلاء الأبناء من جهة أنهم يرون مدى اهتمام أهلهم بهم لدرجة أنهم أوقفوا الزيارات والمجاملات الاجتماعية كرمى لعيونهم، ومن جهة أخرى قد تحوّل هذا الأمر إلى عامل ضغط متجدد لأنه يذكرهم دائماً بأنهم في ظرف استثنائي وأن المطلوب منهم كبير جداً وقد ينعكس ذلك سلبياً على أدائهم..
لا نختلف مع أحد على أن توفير الأجواء المناسبة والهدوء اللازم هما من أبسط واجبات الأسرة في فترة المراجعة ولكن عندما تكون هناك مبالغة في هذا الجانب قد تنقلب الأمور إلى عكسها..
مختصر مفيد
أياً كانت الإجراءات وأياً كانت الظروف فإن البوصلة الحقيقية في هذه المعادلة هي الطالب نفسه ومدى إصراره على النجاح والتحصيل الجيد، صحيح أن مساعدات إضافية تقوم بها الأسرة سواء من حيث توفير الجوّ الهادئ أو من جهة الاستعانة بمدرّسين يكلفون الشيء الفلاني إلا أن العامل الذاتي هو الأساس وعليه يتمّ الرهان.