تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رحلة استكشافية .. «عين أم الصبايا»... «طبيعة بلا حدود»

شباب
الأحد 21-4-2013
 لمى يوسف

تلمس شباب طبيعة بلا حدود عبر مسير أم الصبايا التنوع الحيوي في بقعة حراجية تتبع لناحية بيت ياشوط، تبادلوا فيه المعلومات مع أهالي المنطقة والعديد من الاختصاصيين الباحثين في جامعة تشرين.. لتلتقي رحلتهم الاستكشافية مع أهدافهم المتنوعة وتنتهي بالحفاظ على البيئة والغطاء الحيوي...

عين أم الصبايا‏

عن المسير ومساره وبيئته تحدث رئيس مجلس إدارة طبيعة بلا حدود الأستاذ حازم سليمان قائلاً: عبر طريق زراعي يبلغ طوله 12كم يبدأ من اتوستراد بيت ياشوط - الغاب وينتهي في قرية المنيزلة بعد أن يخترق الغابات والحراج المختلطة التي تكسي السفوح الجبلية والتلال في تلك المنطقة. تتداخل بيئة المسار الغنية باللوحات الطبيعية من غابات ومروج خضراء وطحالب وأنواع نباتية نادرة مثل زهرة الفوانيا التي استوقفت العديد من المشاركين الأكاديميين والمتخصصين بالحياة البرية.. ليعبر المشاركون عن الماء التي تعرف بعين أم الصبايا وهو موقع تضرب جذوره في عمق التاريخ وتسبح في جداول مياهه شراغيف السلمندر الذي يشير إلى نظافة مياه ذلك النبع من أي ملوثات..‏

وأضاف: بلغ عدد المشاركين حوالي 212 مشاركاً من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية والثقافية.. وقد قصد بعضهم المسير من محافظات أخرى كطرطوس ودمشق وحماه. في حين شكل وجود بعض المشاركين الأكاديميين مرجعية علمية لجميع المشاركين في المسير من طلاب جامعيين ومهتمين بالتعرف على مكونات الحياة الفطرية في تلك المنطقة ومنهم الدكتور زهير الشاطر وهو دكتور في تربية الغابات بجامعة تشرين والمهندس فادي المحمود مدير محمية أبو قبيس الطبيعية والدكتور مازن رجب مختص في التنوع الحيوي في مركز البحوث العلمية الزراعية باللاذقية.. من ناحية أخرى كان وجود وسيم معروف الصيدلاني والخبير بالإسعاف الجبلي مع جميع لوازم الإسعاف الأولي والإنقاذ يشكل عامل أمان وراحة لجميع المشاركين في هذا المسير..‏

معاينة وتنفيذ‏

متابعاً عن كيفية اختيار الموقع والأهداف: يتم اعتماده المسار بعد معاينته بدقة تامة على صور الأقمار الصناعية والخرائط الجغرافية ثم يتم تنفيذ طلعة استكشاف ميدانية من قبل فريق متخصص بالجمعية لتحديد مدى صلاحية المسارلتنفيذ المسير.. ولالتقاط بعض الصور وجمع المعلومات الميدانية ووضعها في تناول الجميع قبل اتخاذ قرار المشاركة بالمسير.. ويهدف المسيرإلى تعريف المشاركين بمنطقة طبيعية جديدة تقع في سلسلة الجبال الساحلية وإطلاعهم على بعض مكوناتها من نباتات وأزهار برية وحيوانات وتضاريس وينابيع وسواقي. إضافة إلى ترويج لسلوكيات بيئية حسنة تبدد الإساءة العفوية للطبيعة الموجودة بقوة بين أفراد مجتمعنا من خلال توجيه المشاركين للالتزام بعدم قتل أي نوع من الكائنات الحية. وعدم الإفراط في قطاف الأزهار البرية كي نمنحها فرصة أكبر للتكاثر. وحماية الطبيعة من النفايات من خلال حملها في كيس لرميه في المكبات الخاصة. كما الاحتفاظ بأعقاب السجائر في علب جيب صغيرة يحملها كل مدخن. مع خلق شكل من أشكال الحراك الاجتماعي والتبادل الثقافي من خلال إفساح المجال للتعارف و التواصل بين المشاركين الذين ينتمون إلى ثقافات ونطاقات جغرافية متعددة و توجيه ذلك الحراك ولو جزئياً باتجاه خدمة قضايا البيئة و التنمية عموماً.‏

التنوع الحيوي‏

عن مشاهدات المشاركين للتنوع الحيوي قال د. زهير الشاطر المتخصص في تربية الغابات بجامعة تشرين: تميّز خط المسير بتنوع حيوي مميّز سواء على مستوى النظم البيئية الحراجية أم على مستوى الأنواع النباتية الموجودة. فعلى مستوى النظم البيئية الحراجية كان المسير ضمن أشكال متنوعة من النظم البيئية متوزعة في طوابق حسب الارتفاع عن سطح البحر ابتداءً من طابق السنديان العادي ومن ثم السنديان البلوطي فشبه العزري (العزر) بتداخلات على شكل موزاييك والتي تساهم, مع التشكيلات الصخرية المنتشرة على طول الموقع ووجود بعض المروج الخضراء, بإضفاء أهمية جمالية على المنظر الطبيعي.‏

أما على مستوى الأنواع النباتية فقد تميز الموقع بتنوع نباتي لافت وخاصةً على السفوح الشمالية الرطبة, من خلال وجود أنواع هامة كالعدريش والصلع والدفنة والفوانيا ذات الأزهار الجميلة وزهرة الربيع (البربهان) والعديد من الأوركيدات والحوذانيات.‏

مضيفاً: إنّ الكثير من هذه الأنواع تعدّ قليلة الانتشار في سورية وقد أخذت المناطق القليلة التي توجد بها نصيباً كبيراً من الدراسات ومن جهود الحماية كجبل النبي متى والفرنلق وأبو قبيس وبالتالي فإن رصد هذه الأنواع في هذا الموقع إضافةً إلى ضعف النشاط البشري فيه مقارنةً بالكثير من المواقع الأخرى, يجعله من المواقع المهمة على مستوى صون التنوع الحيوي وحمايته ويفتح الباب أمام الدراسات المتنوعة لتوثيق وجود هذه الأنواع والتحري عن أنواع أخرى قد تكون ذات أهمية بيئية كبيرة.‏

تشجير وترفيه‏

جدير بالذكر أن جمعية طبيعة بلا حدود تعتمد في أنشطتها على قاعدة واسعة من المتطوعين الشباب الذين ينتمون إلى مختلف الشرائح العمرية والثقافية ومن مختلف المحافظات السورية.. وتعمل الجمعية على تنفيذ العديد من المشاريع الأساسية كمشروع التشجير وصون الغابات في سلسلة الجبال الساحلية السورية.. ومشروع مكافحة التلوث بالقمامة ومياه الصرف الصحي والتلوث البصري علماً أن غالبية أنشطة الجمعية لها طابعا ترفيهياً واجتماعيا واضحا، فبعد ساعات من العمل البيئي تنفذ بعض الفقرات الاجتماعية والترفيهية تعارف.. غداء.. حفلة شاي.. موسيقا ومسير....‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية