تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا شيء يبعث الدفء كالحبّ...

مجتمع
الأحد 21-4-2013
غــانــم مــحــمــد

أشعر برغبة عارمة في إعادة القبض على قلبك واحتلالكَ من جديد، وأشعر بندم عارم لأني قررتُ في يوم من الأيام سحب حبّي من حماكَ، فإن كان المحبّ جميلاً مثلكَ لايقدر على التسامح فمن غيره يقدر؟

حسبتُها خطأ، ظننتُ أني قادرة على العيش دونكَ وأنه بيني وبينكَ سنوات ضوئية وأنكَ لن تقدر أن تؤمن لي المنزل الكبير الذي أحلم به والسيارة الفخمة التي طمعتُ بها، وأنتَ نسيتَ نافذة صغيرة مفتوحةً على قلبي عندما رحلتَ دون وداع ودون وعد بالعودة وغبتَ فجأة عني، فاندفعت ريح الإغراء من تلك النافذة التي وقفتْ تحتها سيارة جميلة وطلّ من خلف مقودها أكثر من وعد بقصر وخدم وكل ما تشتهي الأنثى من رفاهية تجعلها متعالية على مثيلاتها لكنني نسيتُ أمراً واحداً وهو أن أفتّش في قلب هذا الذي حاول أن يكون مكانكَ عن كلمة مدججة بالدفء والأمان وعن إحساس لم يروّضه إلا الحبّ والهيام.‏

بتلك الطريقة عبرتُ له عن ندمي، وأن حبّي له لم يتوقف لحظة ولكنها قسوة الحياة ومنطق الأهل الذين ينسون أنهم مرّوا بمثل ظروفنا ويفرحون بأي عريس يملك المنزل والسيارة والمال، وأنا بالنهاية لستُ ملاكاً وقد وقعتُ في ضعفي وتزوجتُ من رجل لم أشعر نحوه بأي مشاعر وكل ما برق منه في تفكيري هو ما يملك من ثروة وقبل أن يبلغ زواجنا عامه الأول انفصلنا والسبب عودة من أحبّ من سفره الذي لم يدم طويلاً ولكن ما إن عبرتُ له عن ندمي وعن دوام حبي له حتى سارع إلى إعلان خطوبته من أخرى أخشى أن يصل معها إلى ذات المصير الذي وصلت إليه مع زوجي فنجلس معاً على حافة الخسارة المضاعفة!‏

هذه القصة روتها لي سيدة بقلب مجروح وكلّ همّها كما قالت لي يجب أن تستفيد الأخريات من تجربتها فليس بالمال وحده يحيا الإنسان كما قالت، وهي تعذر حبيبها السابق وإن كانت تأمل بتسامحه معها والعودة معاً إلى الحبّ الذي جمعهما طويلاً.‏

تُحاصَر الأنثى في مجتمعنا بأكثر من آه، فمعظم الأهل يتمنون عريساً دسماً يجنّب ابنتهم ما عاشوه من ضيق ومن عوز ويعتقدون بعد أن نسوا أن الحبّ يتوالد بالمعاشرة وبحضور الأولاد وهذه المعادلة “تظبط” في بعض الأحيان لكنها ليست قاعدة، وهذا الجانب من التفكير غالباً ما يؤدي إلى حالات زواج غير دافئة تماماً وقد تكون هشّة في بعض الحالات خاصة إذا كان فارق السن كبيراً، والفتاة التي تحبّ شاباً سيبني نفسه بنفسه عليها أن تنتظر طويلاً في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وقد لا تأمن جانب انتظارها لأن العواطف قد تتغيّر فجأة وقد تتبدل لدى الشاب مع تغيّر وضعه الاقتصادي، وقد عايشنا أكثر من قصة في هذا الجانب من التفكير حيث تخلّى شباب كثر عمن أحبوا بعد أن امتلأت جيوبهم أما من انتظرتهم فلا يكترثون بها أو بانتظارها ولهذا نجد ميل الفتيات للقبول بالعريس الجاهز والذي يملك الحدّ الأدنى من القبول لديهن.‏

عش الزوجية الذي يبنيه الشريكان معاً أفضل بكثير من القصر الجاهز الذي تدخله الشريكة دون عناء لأنها لن تعرف قيمة ما فيه ولن تكون حريصة عليه بقدر حرصها فيما لو شاركت ببنائه ولئن عرضنا لحالة خاصة قد يوجد ما يشابهها على نطاق ضيّق فإن الحالة العامة هي التي تُبنى فيها بيوت الزوجية لبنةً لبنةً وبتعاون الشريكين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية