ودون أيضاً إرجاء أسئلة من مثل: ماذا يُكتب للأطفال؟ كيف تُصاغ هذه الكتابات؟ ومن يكتب لهم؟ وليس آخراً: هل هذه الكتابات تعني الأطفال حقاً؟! كم من الطفولة الحقيقية فيها؟ وهل يتكلف الخاطر بسؤال الأطفال عن رأيهم فيها مثلاً؟ هذا إن وصلتهم وقرؤوها!..
في حين أن الأمر غير المألوف، واللافت حدّ الدهشة، أن نقرأ على غلاف أحد الكتب: «قصائد كتبها أطفال»، ومن نافل القول: إن هذا الكتاب ليس من (عندنا)! وإنما هو مختارات من قصائد كتبها أطفال، §مترجم عن اللغة الفرنسية، والعنوان هو عنوان إحدى القصائد: «الأنهار الضائعة».
الأطفال يكتبون الشعر، يحملونه أسرارهم، وأحلامهم، أسئلتهم، دهشتهم، رؤيتهم للعالم وتفسيرهم له، وكيف ينظرون إلى الحياة، وإلى الموت أيضاً.
كل ذلك نجده في هذه المختارات، وعددها (64) قصيدة في (188) صفحة، قصائد اختلفت هواجسها على اختلاف هؤلاء الشعراء الصغار، وعلى اختلاف بلدانهم ومشاربهم.. وما يجمعهم، بالإضافة إلى الشعر، الطفولة.
أطفال يرسمون عالمهم الصغير والعالم الكبير بحرية، بتلقائية وعفوية، يفكرون، يتأملون، يدرجون أسئلتهم، أو اكتشافاتهم، بقليل من الخبرة الحياتية وكثير من الإبداع يكتبون قصائدهم.