تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لحظة

ساخرة
الأحد 21-4-2013
أكرم الكسيح

أحياناً وفي حالات نادرة تمر على الشخص لحظات يشعر بأنه سعيد ومن كثرة المشاكل والهموم ينسى أن يستغلها ولا يفطن بها إلا بعد فوات الأوان.

هذه الحالات حضرتنا يقع فيها، وبالأحرى وقع فيها، فأول فرحة ولحظة سعادة عندما نلت الشهادة الإعدادية، ولكن هم دخول المرحلة الثانوية أنساني الاستمتاع بهذه اللحظة، واللحظة الثانية عندما نلت الشهادة الثانوية، ولكن هم دخول الجامعة والانتقال من محافظة إلى أخرى أنساني تذكر أنه يجب علي أولاً أن أنبسط شوية بنيلي الثانوية العامة، ما علينا، حضرتنا دخل معترك الجامعة، وعندما حصلت على الإجازة الجامعية نسيت أن أمنح نفسي إجازة من الهموم والمشاكل لأقضيها في محراب لحظة السعادة المتوافرة وقتها، فقد ضغطت بقوة علي وعلى نافوخي مشكلة تأمين الوظيفة والانتقال إلى مرحلة متقدمة من حياتي بعد أن نسيت أن أراقب الزمن وهو يسرق مني السنين في خلسة من انشغالي بالمشاكل والهموم، وبلا طول سيرة اهتديت إلى الوظيفة والأنكى من ذلك أنها كانت في محراب الصحافة وياللمصادفة فلقبها مهنة المتاعب فقلت في نفسي: إجت والله جابها، فحضرتنا خيرة طويلة في المتاعب والهموم، لذلك سأضع كل خبرتي تحت تصرف وظيفتي، وهنا لم يخطر على بالي أن لحظة سعادة قد مرت وكان يجب علي اقتناصها، بسبب تمرسي بالنسيان، وبدأت أفكر بالمشكلة الكبرى وهي الزواج وفتح بيت، علماً أن كل المفاتيح التي أحملها لا تناسب بابه، وهذه المفاتيح أذكر بعضها: راتب محدود، ومفتاح الفقر والتعتير، ومفتاح هموم لا حصر لها، ومفتاح النحس الذي يلازم كل فقير، ولحظتها لم أفكر بكل المشاكل والهموم الجديدة التي ترافق خطوة كهذه من مصاريف وآجار بيت، ونق الزوجة وبعدها الأولاد ومشاكلهم ومصروفهم، المهم أن هذا واجب على كل إنسان وعملت على مبدأ: حط راسك بين الهالروس وقل يا قطاع الروس علماً أنه يقال: إن الزواج وهذا على ذمتهم تكمن في طياته لحظة سعادة ولكن محسوبكم في زحمة المشاكل والهموم شو بدو يتذكر حتى يتذكر، ومرت كسابقاتها دون أن أجهد نفسي وأحملها عناء البحث عنها في هذه الزحمة.‏

وهكذا تمر الأيام وتتوالى وصاحبكم نسي تماماً لحظات السعادة أو حتى استرجاع ذكراها، ربما لأنني أردت أن يستمتع بها غيري، وأعدكم أنني لن أفكر بها مطلقاً بحكم أنني مو ناقصني وجع راس، أتدرون أن التفكير بلحظات السعادة أصبح في زمننا يوجع الراس؟ فكيف العيش بها، بحكم أننا غرباء عنها على مبدأ جاءت الحزينة لتفرح فلم تجد لنفسها مطرح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية