(ذاكرة الورد واليمام) مجموعة شعرية للشاعرة منى كامل الأطرش وهي صادرة عن دار ذي ا لفقار للطباعة والنشر... تتضمن المجموعة عددا من القصائد المتنوعة نذكر منها: (أبجدية الحب - رحيل القوافي - حنين - موعد مع الفرح - هواجس الكتابة - على مدارج الكلمات - لاتسألوني - محطات دافئة...الخ)
في حديثها عن الحب تتفتح الكلمات وتشعر بأن ثمة مشاعر جياشة يحمل قلبها.. فتقول في قصيدة (ابجدية الحب):
طليقاً كالريح, أعبر هذا المدى
مزروعاً بقصائد البرد
وأنت القادم من مواكب الشرق
بالأمس طرقت باب قلبي ضيفاً خجولاً
لتتربع على عرش المفردات..
أعلن الطاعة وأسأل فرسان أخيلتي
أن يباركوا قدومك ويهتفوا لبقائك الأبدي...
وعندما تتحدث عن الرحيل.. رغم الألم الذي تبوح عنه في قصيدة (رحيل القوافي) تجد حنيناً وثقة وربما تمرداً ممزوجاً مع أوتار الروح كما تقول في ختامها:
سلام لطلوعك من مرايا الروح
بخور اشتياق عتيق.. وقامات نخيل فارعة
سلام لأفولك قمراً على مفترق الغياب
سلام على المساحات البيضاء قبلك
سلام على المساحات البيضاء بعدك.
الشاعرة التي تعتبر الأحلام صفاء النفس وسموها... ونحن البشر أشبه بزهرات لوتس تتفتح على الأحلام والأمنيات الدافئة إلى ما لا نهاية..هي طامحة بلا حدود فهي تقول في نصها (قمم الطموح).
لن أنسى ذلك اليوم الطافح بالفرح - من طفولتي البعيدة - وقد تعلمت مبادئ الحساب والإحصاء.. وأول مافعلته أني انتظرت قدوم المساء, لأعد النجوم من وراء نافذتي الصغيرة, وأوزع عليها أحلامي المتناثرة فوق دروب المساء..أهمس بدفء لبريقها المدهش ألا ينطفئ أبداً.
تراها الطموحات المغزولة بخيوط الروح, تولد نقية كما الفجر..تتأرجح في خاطر الطهر, وتسألك أن تسكب فوقها رحيق الحلم ولهفة الانتظار!!
وبلاشك هي ترى أن المرأة العربية وعلى مر التاريخ كانت رمز التضحية والعطاء وهي من تعجن بصدق دموعها أقراص الشمس كل صباح وهذه الكلمات جسدتها في نصها الذي عنونته (أم عبدالله) فتقول:
أم عبدالله صفصافة عميقة الجذور, تصدّت للعواصف طيلة السنين وتعاقب الفصول, واغتسلت بأمطار الأمومة المقدسة, ومن تضاريس يديها الدافئتين تدرك أنها عاصرت زمن الشوك لترعى براعم غضة وتهديها وروداً لعيني الوطن!
بقي أن نقول: لافت وممتع ما أحاكته صفحات هذا الكتاب من نصوص شعرية لفها الحب والأمل والعاطفة والكلمات الدافئة.
ammaralnameh@hotmial.com