لا سيما أنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا و هي ورقة ستساعده على تحسين العلاقات الفاترة بين الحلف و موسكو ، و كان ستولتنبرغ و هو رئيس الوزراء النرويجي قد رشح من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لهذا المنصب و أيده باراك أوباما على الفور ، و ما دفعنا إلى تقديم هذا الرجل هو تصريحاته الأخيرة مع أمين العام للمجلس الأوروبي توربجون جاغلاند الحائز على جائزة نوبل للسلام أنه لم يكن هناك رغبة لحرب باردة مع روسيا ، رئيس معهد العلوم السياسية والتنمية الاجتماعية و القانونية المحلل السياسي فلاديمير شابوفالوف علق على تصريحات الساسة النرويجيين في مقابلة مع البرافدا قائلاً :
إن التصريحات المذكورة أعلاه شكلت إشارة مهمة جداً ودليلاً على أنها لم تأت من فراغ و إنما يمكن أن تكون نتاجاً للرأي العام الجماعي للمجتمع الغربي وهذا الجزء الأكثر عقلانية و منطقياً حيث بات الغرب يدرك أنه ليس بحاجة لصراع مع روسيا ، يضاف إلى ذلك حقيقة أن العلاقات بين روسيا والمجتمع الغربي وصلت إلى نقطة حاسمة ومحددة .
«بعيداً عن الجميع في الغرب ممن يدرك هذه الحقيقة ،على سبيل المثال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وداليا غريباو سكايتي رئيسة ليتوانيا لا تدركان أن المزيد من التدهور في العلاقات مع روسيا وممارسة الضغوط عليها لن يكون رهناً بأزمة ظرفية كما هو عليه الوضع الآن وإنما سيمتد ليكون صراعاً واسع النطاق وطويل الأمد كما كان عليه الحال زمن الحرب الباردة ، لذلك فإن هذا الإدراك هو في الواقع سبب بالنسبة للسياسيين الذين جرى ذكرهم أعلاه لتقديم بيان يمكننا اعتباره محاولة منهم لبدأ حوار مع روسيا « أشار المحلل السياسي .
إلى جانب المسؤولين البارزين كشف المسؤولين السابقون أيضاً عن أمور أخرى على سبيل المثال ، صرح المفوض الأوروبي لشؤون توسيع قاعدة سياسة الجوار الأوروبية ستيفن فول بأن الاتحاد الأوروبي انتهج سياسة خاطئة تجاه التدخل في الأزمة الأوكرانية وقال السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية لدى الحكومة الأوكرانية ستيفن فايفر أن الحكومة الأوكرانية قد تفقد دعم العالم إذا ما استمرت في الإبطاء بالإصلاحات ، وسأل مراسل البرافدا المحلل السياسي ماذا يعني ذلك وهل يعني صحوة ضمائرهم أو أنهم فقط يتبعون خط الحرب ؟ وماذا يريد الناتو من روسيا ؟
أجاب شابوفالوف « علينا أن نولي الاهتمام لسلسلة من التصريحات خاصةً أن الأشخاص ممن كانوا سياسيين وخبراء في الماضي هم أول من أدلى بمثل هذه التصريحات ثم لحق بركبهم المسؤولون العموميون وهذا ليس من قبيل الصدفة إنما هي محاولة لمعرفة الخيارات الممكنة للانسحاب من أجل تطبيع العلاقات مع روسيا « أشار شابوفالوف .
وعقب المراسل سائلاً ، حتى لو كان ذلك يعني التحول إلى موقف أكثر عقلانية حيال أوكرانيا في القريب العاجل ؟
قال شابوفالوف : « نأمل ذلك ، لأنه من الواضح أن الموارد المخصصة لممارسة الضغط على روسيا باتت محدودة ويبدو أن مجموعة من الإجراءات الممكنة لإخضاع روسيا قد استنفذت تقريباً من الواضح أنه بالتأكيد ليس مسألة العمليات العسكرية بالنسبة للبعض في الغرب ، لذلك في مثل هذه الحالة يحتاج الغرب للبحث عن تسوية إلى جانب ذلك ، من الضروري فهم أن أوكرانيا ستصبح موضوعاً للمحادثات قبل كل شيء لكن المواضيع الأخرى لا تسير على ما يرام ، على سبيل المثال ، موضوع الدولة الإسلامية هو الأكثر أهمية و خطورة بالنسبة للجميع وهذا واضح « حسبما قال المحلل السياسي .
في نهاية المقابلة سأل المراسل إن كانت تستحق روسيا العودة إلى PACE مع الأمين العام الحالي ؟
برأي شابوفالوف أنه رغم كل شيء جاء إعلان توربجون جاغلاند مؤخراً أن العالم المعاصر أصبح عالماً متعدد الأقطاب ولم يعد هناك قوة واحدة قادرة على اتخاذ القرارات نيابةً عن الآخرين .
« أود أن أقول: إن العالم الحديث يميل لأن يصبح عالم متعدد الأقطاب وهو يتجه نحو ذلك على قدم وساق أما بالنسبة لمغادرة روسيا PACE فهذا ليس انتقاصاً من دور روسيا في عالم متعدد الأقطاب للدول الناشئة وبالإضافة إلى ذلك فإنه سيسمح لها ذلك بالاستفادة الكاملة لتصبح قطباً ومركز قوة بالغة الأهمية مع إنشاء المؤسسات السياسية والاقتصادية حولها مثل الاتحاد الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي CSTO وبريكس «لخص المحلل السياسي .