هذا ما كتبه بولغريك روبرتس كبير المستشارين الاقتصاديين في عهد ريغان ضمن مقال نشره في عدة مواقع يقول فيه:
المحافظون الجدد عبارة عن جماعة من المحرضين على الحرب يرتبطون بقوة مع شركات الصناعة الحربية ومع إسرائيل وبحكم مواقعهم في مراكز الاستخبارات والدراسات والتركيبة العسكرية والأمنية وتلقيهم الدعم من المال الصهيوني وبعد أن عادوا للظهور في ظل إدارة كلينتون وخططوا لتشظي يوغسلافيا والحرب ضد صربيا وتمدد الحلف الأطلسي إلى حدود روسيا فقد سيطروا على نظام جورج بوش الابن كما سيطروا على البنتاغون ومجلس الأمن القومي ومكتب نائب الرئيس وأماكن أخرى.
المحافظون الجدد هم من أنتج أحداث ١١ أيلول وعملية التعتيم التي أحاطت بها ثم غزو العراق وأفغانستان وزعزعة الاستقرار في باكستان واليمن وجورجيا وقضايا كثيرة مخالفة للدستور داخل أميركا كعمليات التجسس لمواطنين أميركيين دون تفويض قضائي والتعذيب ومخالفة السلطات التنفيذية للقانون وأشياء أخرى كثيرة. وباختصار فإن المحافظين الجدد هم من يهيئ الأسباب لنشوء حرب عالمية ثالثة ولم يلق نظام أوباما بالمسؤولية عن هذه الجرائم إلى أي شخص من نظام بوش فشكل بذلك سابقة جعلت السلطة التنفيذية فوق القانون، وبدلاً من محاسبة هؤلاء أخذ نظام أوباما يلاحق كل من يقول الحقيقة حول جرائم الحكومة.
إن نفوذ المحافظين الجديد لا يزال قوياً في ظل نظام أوباما وأكبر مثال على ذلك أنه عين سوزان رايس مستشارة الأمن القومي وهي من المحافظين الجدد، أيضاً سامنثا باور سفيرة أميركا في الأمم المتحدة وفيكتوريا نولاند سكرتيرة دولة مساعدة والتي قام طاقم مكتبها بالتعاون مع CIA بالإعداد للانقلاب في أوكرانيا أي أن ايديولوجية المحافظين الجدد هي الايديولوجية الوحيدة المسيطرة في السياسة الأميركية.
فهؤلاء يعتقدون أن التاريخ اختار الولايات المتحدة لتبسط هيمنتها على العالم ما يجعل بلادهم «استثنائية» بنظرهم لا يمكن الاستغناء عنها، وهذا ما صرح به أوباما بأن هذه الايديولوجية منحت المحافظين الجدد ثقة كبيرة بأنفسهم ويتابع بول غريك قائلاً:
ومن أجل تمرير أجنداتهم يلجأ هؤلاء إلى البروباغندا لنشر أكاذيبهم على الشعب الأميركي والدول التابعة لواشنطن حيث يقوم زبانيتهم بإشاعة الأكاذيب على الشعب الساذج كما حصل عندما أشاعوا أن روسيا اجتاحت أوكرانيا وضمت الأقاليم الأوكرانية وأن بوتين ينوي إعادة بناء الامبراطورية السوفييتية وأن روسيا هي دولة عصابات لا يوجد فيها ديمقراطية وبأنها تشكل تهديداً لبلاد البلطيق وبولونيا وجميع دول أوروبا ما يستدعي الدعم العسكري الأميركي ومن قوات حلف الناتو على الحدود مع روسيا، كما أن الصين حليف روسي يجب كبحه عسكرياً من القواعد البحرية والجوية الاميركية حول حدوده وتشديد الرقابة هناك أي أنهم أوضحوا ومعهم اوباما أن الولايات المتحدة لن تقبل بروسيا والصين كدول لها سيادتها وسياساتها الاقتصادية والأجنبية المستقلة عن مصالح واشنطن بل يجب أن تكون دولة تابعة لها كما هو حال المملكة المتحدة والدول الأوروبية الأخرى واليابان وكندا واستراليا…
يقول: إن عولمة الحرب هي مشروع هيمنة وعمليات عسكرية واستخبارات كبرى وسرية تجري في آن معاً في الشرق الأوسط وفي أوروبا الشرقية وإفريقيا وآسيا الوسطى وفي الشرق الأقصى فالأجندة العسكرية الأميركية تنظم مسارح عمليات كبرى ومخططات سرية ضد بلدان لها سيادتها وبموجب أجندة عسكرية عالمية يتم التنسيق على أعلى مستوى بين شركات التحالف العسكري الغربي «أميركا، ناتو، إسرائيل» في أفغانستان وباكستان وفي فلسطين وأوكرانيا وفي سورية والعراق. ففي آب ٢٠١٤ كان الهجوم الإسرائيلي على غزة قد تم بالتشاور مع الولايات المتحدة والناتو ومن ثم ازداد التحرك في أوكرانيا وتزامن مع تصاعد الهجوم على غزة هذا ويتم التنسيق أيضاً بين الصناعة الحربية وبين مشروع حرب اقتصادية يقوم ليس فقط على فرض عقوبات على البلدان ذات السيادة ولكن أيضاً ضمن خطة عمل متعمدة لزعزعة استقرار الأسواق المالية والنقدية لتقويض الاقتصاد الوطني لتلك البلدان وهكذا.
تقوم الولايات المتحدة مع حلفائها بمغامرة عسكرية تهدد مستقبل الإنسانية جمعاء فالتحركات التي توجهت على أبواب روسيا من شأنها أن تقود إلى تصعيد كبير كما يتم تهديد الصين بما يسمى: «المحور نحو آسيا» وأما الضربات الجوية الأميركية في العراق وسورية بحجة مهاجمة داعش فهي ليست سوى جزء من سيناريو تصعيد عسكري يمتد من شمال إفريقيا ومن شرق المتوسط إلى آسيا الوسطى وجنوبها وهذا التحالف العسكري الغربي في حالة جهوزية متقدمة.
اللافت أن الأميركيين شعب غير مبال فهم بكل بساطة ليسوا على إطلاع بالأمور ولنفترض أنهم على اطلاع وأن الشعب يتفهم الخطر المحدق فهل يمكن أن يحصل شيء أم أن الأميركيين وقعوا تحت رقابة الاستخبارات التي أنشأتها واشنطن.
لا أعتقد أن الأمل كبير بشعب واشنطن لأن مشكلة الشعب الأميركي أنه لا يستطيع التمييز بين رئيس حقيقي وآخر مزيف كما أن هؤلاء القادة لا يسمحون للقادة الحقيقيين بالظهور إضافة إلى أنه لا توجد أي حركة معارضة ضد المحافظين الجدد، فالأمل هو من خارج النظام السياسي وقد بدأت المؤسسات المالية تقلق من بدء النقص في السيولة المالية للعائدات الثابتة ويتساءل الكثيرون: إذا كان هناك تهديد بالانهيار الاقتصادي فهل ستندلع الحرب لإنقاذ الوضع وهل ستحمل الولايات المتحدة الروس والصينيين مسؤولية الصعوبات التي ترهق الشعب الأميركي؟
لكن نموذج الانهيار الذي ننتظره سيعرض الحكومة إلى زعزعة سياسية واقتصادية واجتماعية قد لا تصبح بعدها قادرة على تنظيم حرب كبرى.