وتهويد مقدساتهم ،وزجهم في غياهب السجون والمعتقلات،والتنكيل بهم صباح مساء ، بل وقصفهم بالفوسفور الأبيض وإبادتهم حيثما «اقتضت الحاجة»، ولكن أن يتقدم الفلسطينيون بطلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على ما ارتكبوه،فإن ذلك يُعتبر إسرائيلياً من»أم الكبائر».
نتنياهو قال بصريح العبارة:»نحث المحكمة الجنائية الدولية على أن ترفض بشكل قاطع،الطلب الفلسطيني «المنافق»،بالانضمام إليها،لأن فلسطين المحتلة كيان ،وليست دولة،بينما إسرائيل هي «دولة قانون، وجيشها أخلاقي،يحافظ على جميع القوانين الدولية»!!.
قد يكون الإدمان على ارتياد حانات السكر السياسي، والجلوس على طاولات القمار الدبلوماسي، والرهان دائماً وأبداً على «الجوكر»الأميركي ،وقبضته الأخطبوطية على المنابر الأممية،وكرت»الفيتو»»كامل الدسم» ،والمفتوح الصلاحية لأي زمان ومكان،هو وحده من حدا بالمحتل الإسرائيلي، إلى رفع صوته ،وتجاوز حدوده ،والتبجح بأباطيل ،من مبدأ «مجنون يحكي وعاقل يسمع» ،فأن يزعم نتنياهو ،بأن فلسطين وهي الدولة الضاربة جذورها في أطناب التاريخ،مجرد كيان ليس أكثر ولا أقل، وتعمده تجريدها من حاضرها وماضيها ومستقبلها،وإدعاؤه بأن كيانه المارق، دولة أخلاقية ،هي وقاحة وبحاجة، ليس قبلها ولا بعدها مثل هذه الوضاعة والانحدار الأخلاقي، الذي يحوز على مرتبة اللا شرف.
ويبقى اللافت،غلمان النفط والردى، هل أصابهم الصمم،أم ابتلعوا لسانهم ،حيث لافتوى»جهادية» ،وهم المهرة في إصدار الفتاوى، ولانداءات لنصرة إخوانهم الفلسطينيين ،وهم الرواد في هذا المضمار ،»نحراً وفتنة وتخريباً «،وبصمات «إنسانيتهم»،وشيكات خزائنهم، لـ»رسل» وهابيتهم المتوارثة من السلف إلى الخلف ،تدلل عليهم في سورية والعراق وليبيا و و و .
أما أوباما، فلم تهتز له قصبة،فينظر الرجل إلى القضية، من ثقوب المنظار الإسرائيلي، وما أكثر هذه الثقوب وأوسعها،ويرش على الفتيل الإسرائيلي،مزيداً من التبريكات والتعويذات «الفتاكة»، وغير المسبوقة،مادام الإسرائيلي الوكيل الحصري له،وفي مطابخ استيطانه وإرهابه العابرة للحدود المصطنعة،يسرح الأميركي ويمرح، ثمِلاً بوهم شرق أوسط جديد، لا مكان له إلا على خارطة من ابتدعه وسوقه.