فالجوهر سيبقى على ما هو عليه، ولاسيما في موضوع الاستسلام لإرادة الاتحاد الرياضي و مكتبه التنفيذي، فيما الصلاحيات والاستقلالية التي منحتها لهم المراسيم الأخيرة ليست إلا حبراً على ورق، لأن القيادة الرياضية ترفض أن يخرج أحد من عباءتها، ولأن من يدخل اتحادات الألعاب حريص على رضا هذه القيادة القادرة على إبعاده إن خرج عن نصوصها، وله في اتحادات مختلفة شاهد ودليل.
مواعيد مؤتمرات اتحادات الألعاب لم تحدد بعد، وينتظر أن يكون ذلك قريباً جداً. وعليه يتساءل كثيرون: لماذا لا يتم الإعلان من الآن عن الراغبين بخوض الانتخابات في كل الاتحاد ، مع بيان و تعهد من الطامحين برئاسة الاتحاد على العمل و التطوير و الخضوع للمحاسبة عند أي فشل أو إخفاق، وعدم ترديد نغمة (الأزمة) لأن الكل يعلم ويدخل الانتخابات تحت ظلال الأزمة، ومن يشعر بأن هذا الظرف أقوى منه و أنه سيؤثر عليه، فليفسح المجال للآخرين الأفضل. أما أن يدخل الطامعون برئاسة و عضوية الاتحادات وقد جعلوا الأزمة شماعة و أعذاراً مسبقة لتقصيرهم المعهود، فهذا حتماً غير مقبول.
ونسأل أيضاً: إذا كانت القيادة الرياضية حريصة فعلاً على التطوير و التغيير نحو الأفضل،لماذا لا تمنع من فشلوا و ناموا خلال السنوات السابقة، و ثبت عجزهم و استهتارهم بألعابهم و الأمانة التي حملوها بإرادتهم. و تبين أن تفكيرهم ينحصر فقط في السياحة و السفر و تحديداً للدول المهمة و الكبيرة، تحت بند حضور الاجتماعات و المشاركة في البطولات العالمية ولو كان ذلك بلا تحضير أو جاهزية؟!..أليس من الواجب و الحرص على رياضتنا إبعاد المتاجرين العابثين بها، والمسيئين لها من خلال إهمال الرياضيين و عدم إعطائهم ما يستحقون من متابعة و اهتمام؟!
بعد انتخابات الأندية التي تشبه كثيراً انتخابات اتحادات الألعاب من حيث الأهمية والتكتيكات،التفاؤل غائب إلى أبعد الحدود، و إن كنا شخصياً متفائلين و لن نكون إلا متفائلين. فهل تأتي القيادة الرياضية ومن خلال الانتخابات التي تطبخها بالأكفأ و الأصلح، و تكون مسؤولة عمّن مهدت لهم الطريق إلى هذا المفصل المهم في رياضتنا؟
mhishamlaham@yahoo.com