وأشار الدكتور يازجي إلى أن الوزارة ماضية في البرنامج الوطني لتحصين الأطفال ضد الأمراض الخطرة وأبرزها شلل الأطفال مبرزاً أن الجهود المبذولة تظهر أن القضاء على الفيروس ليست قضية مستحيلة.
إلى ذلك بين الدكتور يازجي أنه ورغم الظروف القاسية التي تتعرض لها البلاد إلا أن قطاع الصناعة الدوائية المحلية ما زال يعمل بكفاءة مقبولة نتيجة هذه الظروف.
وفي سياق متصل صدر قراران من اللجنة الاقتصادية لدعم الصناعات الدوائية الأول يتضمن السماح للمعامل المتضررة بإبرام عقود تعاون مع معامل منتجة أخرى محلية وعليه تم السماح لــ 19 معملاً متضرراً بإقامة عقود تعاون مع المعامل الأخرى والقرار الثاني سمح بنقل المعامل من المناطق الساخنة إلى المناطق الآمنة.
وكانت الوزارة قد أصدرت مؤخراً تعميماً يتضمن الطلب من معامل الأدوية تقديم أضابير إلى مديرية الشؤون الصيدلية لترخيص المستحضرات المفقودة من الأسواق أو التي لا تكفي لتلبية احتياجات السوق المحلية وذلك استثناء من العدد المخصص لكل معمل للتصنيع وتعطى لهذه المستحضرات الأولوية والسرعة في الترخيص.
وفيما يتعلق بمدينة حلب التي تتركز فيها معظم الصناعات الدوائية قال وزير الصحة: إنه و بالرغم من استهداف هذه المعامل الدوائية من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة إلا أنها عاودت العمل بنسبة 50 إلى 65 بالمئة من طاقتها الإنتاجية بينما تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع عدة وزارات لتذليل ما يطرأ من عقبات ولحث معامل الأدوية على الاستمرار بالعمل وفق استراتيجية محددة لضمان الأمن الدوائي.
وحول واقع مرض شلل الأطفال وحملات التلقيح الخاصة بالتصدي للمرض أوضح وزير الصحة أن نتائج حملة التلقيح الأخيرة ضد مرض شلل الأطفال والتي اختتمت في الرابع من كانون الأول الماضي أثبتت أن التخلص مجدداً من مرض شلل في سورية مهمة ليست مستحيلة بالنسبة لوزارة الصحة ولاسيما في ضوء توجيهات القيادة السياسية بتوفير كافة الظروف الملائمة لتحصين الأطفال ضد مرض شلل الأطفال وكذلك باقي أمراض الطفولة المشمولة ببرنامج التلقيح الوطني وتصميم العاملين الصحيين على بذل أقصى الجهود لإيصال خدمات الرعاية الصحية إلى جميع الأطفال . وقد بينت الإحصاءات أن نسبة التغطية في حملة التلقيح الأخيرة قد تجاوزت 101 % من خلال الوصول إلى 2.935604 طفل في جميع المحافظات.
وأبرز الدكتور يازجي مساهمة الإعلام الوطني بشكل لافت في الوصول إلى هذه النسبة العالية من الأطفال الملقحين من خلال دوره المتميز في التعريف بحملات التلقيح وتشجيع الأهالي على إعطاء اللقاح لأطفالهم وإبراز الفوائد الصحية للتلقيح على صحة الأطفال وحماية مستقبلهم. وحتى 21 من كانون الثاني الماضي كان عدد الحالات المسجلة بمرض شلل الأطفال 36 حالة ولم يتم الإبلاغ عن أي حالة جديدة منذ ذلك التاريخ وتجدر الإشارة إلى أن سورية ظلت خالية من مرض شلل الأطفال منذ العام 1995 وذلك حتى شهر تشرين 2013 عندما تم اكتشاف أولى حالات الإصابة بمرض شلل الأطفال في منطقة الميادين بمحافظة دير الزور.
وأثبتت التقارير المخبرية لأصل الفيروس المكتشف في سورية أن هذا الفيروس البري هو باكستاني المنشأ وبذلك فإن التنظيمات الإرهابية المسلحة العابرة للحدود لم تكتف بنشر القتل والتخريب الممنهج في مختلف مكونات المجتمع بل حملت الينا الأمراض مثل مرض شلل الأطفال والتهديدات بنشر الأوبئة.
ونشير هنا إلى أن وزارة الصحة توفر اللقاحات من كبريات شركات اللقاح في العالم وهناك احتياط استراتيجي كاف ويتم إعطاء اللقاح للأطفال وفق شروط ومعايير اللقاحات المعتمدة عالمياً حيث يقوم على هذه الأعمال كادر طبي مؤهل يقوم بإيصال اللقاحات إلى كل طفل وفق شروط صارمة لنقل وحفظ اللقاحات في المناطق التي لا يوجد فيها مراكز صحية ثابتة .