مع الوضع في الاعتبار أن الطفل قد يتعرض لمضايقة من زملائه في المدرسة، ولذلك فإنه لا يحتاج المزيد من المضايقة والسخرية في المنزل من أهله وعائلته. ويجب على كل أم أن تتواصل مع طفلها بطرق إيجابية، مع الوضع في الاعتبار أن مهارات التربية التي تستخدمينها مع طفلكِ يكون منبعها من طفولتكِ ومن الخبرات التي اكتسبتها وأنتِ بالغة. يجب عليكِ كأم أن تعلمي أنكِ إذا كنتِ تتعمدين استخدام أسلوب السخرية والإغاظة مع طفلكِ فإن هذا الأمر قد يسبب له مشاكل في السلوك، مع مراعاة أن الطفل يتعلم كيفية التعامل مع الناس من خلال الطريقة التي تتعامل بها أمه معه ومع الآخرين من حولها.
واعلمي أنكِ عندما تستخدمين أسلوب السخرية للتعبير عن إحباطكِ أو لتوضيح وجهة نظركِ فإن طفلكِ سيعتمد على نفس الأسلوب وتجب الإشارة إلى أن الطفل تحت سن التاسعة أو العاشرة لا يفهم معنى السخرية وكيف أن شخصا يمكن أن يقول أمرا ما ويعني عكسه. إن الطفل قبل تعلم اللغة يتعلم كيفية تفسير وفهم تعبيرات الوجه والجسد، وهو الأمر الذي يعني أنكِ إذا استخدمتِ أسلوبا ساخرا مع طفلكِ فإنه سيشعر بالحيرة ما بين تعبيرات الوجه ولغة الجسد والمعنى الواضح للكلام مما قد يجعل الطفل يشعر في النهاية أنه غير مستقر من الناحية العاطفية ويمتلك العديد من الشكوك.
إن الطفل يحمل لأمه وأبيه الكثير من الاحترام ويعتمد عليهما لتقديم الكثير من الدعم، ولذلك فإن الاعتماد على إغاظة الطفل والسخرية منه قد يجعل هناك نوعاً من عدم الثقة بينكما. ولذلك يجب أن تبتعدي عن الأسلوب السابق ذكره حتى لا تقومي بجرح الطفل أو إيلامه وهو الأمر الذي قد يؤثر على الطفل في حياته المستقبلية. وبالإضافة لما سبق فإن السخرية أسلوب يمكنه أن يسبب نوعا من الإحراج للطفل، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر قد يكون ظاهرا أكثر وخاصة إذا قمتِ بالسخرية من الطفل أمام أصدقائه أو أمام أفراد العائلة. وبالطبع فإن الطفل سيشعر بالإحراج الشديد إذا قلتِ له مثلا أمام الآخرين إن الجوارب التى يرتديها غير متطابقة أو أنه لم يتمكن من العثور على لعبته المفضلة. يجب أن تعلمي أيضا أن السخرية من الطفل وتعمد إغاظته أمر سيجعله يشعر بالقلق والتوتر وقد يبدأ الطفل حتى في الانسحاب والانزواء بعيدا عن المجتمع والناس، وهو الأمر الذي قد يؤدي لإصابته بالاكتئاب مع الوقت.
يجب أن تعلمي أنكِ إذا سخرتِ من طفلكِ بسبب حصوله على درجات منخفضة أو إذا قلتِ له إنه ليس بذكاء وسرعة أشقائه فإن مثل تلك الأمور قد تؤثر على مستواه الدراسي وقد تجعله غير واثق من نفسه، مع الوضع في الاعتبار أن التفوق الدراسي يكون أمرا شديد الأهمية للطفل، ولذلك فإذا كنتِ تظنين أن أسلوب السخرية قد يحفز الطفل أكثر، فاعلمي أن تلك الخطة قد تفشل تماما. وفي المقابل عليكِ أن تساعدي طفلكِ فى الواجبات المدرسية وأن تبقي على اتصال دائم بمعلميه في المدرسة. وفى بعض الأحيان فإن السخرية من الطفل قد تتحول لإساءة لفظية، وهو الأمر الذي قد يجعل الطفل في المقابل يتجه إلى العنف كأسلوب تعامل ما بين تدمير الأغراض المختلفة والاعتماد على الضرب في التعامل مع كل من حوله. إذا لم يتمكن طفلكِ من التعامل مع أسلوبكِ الساخر الذي يعتمد على مضايقته وإغاظته بطريقة دائمة فإن هذا الأمر قد يجعله يشعر بالحزن الشديد.