مثقلةٌ بتلك التركة الكبيرة حطت السنة الجديدة رحالها وهي تحاول بدء مشوارها معنا بكل ثقة وشجاعة واقتدار واقفة وشامخة وقد أغراها التفاؤل بطلعته البهية ورائحته الزكية وحديثه المعسول بالذكريات.
لكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان السوريين جميعاً.. هل يكون العام الجديد على قدر أحلامهم وطموحاتهم ؟، وهل يكون موعداً لخلاصهم من عذاباتهم وأحزانهم إلى الأبد ؟.. أم انه سيولي الأدبار ويركض مسرعاً خائفاً دون أن يكلف نفسه حتى عناء الالتفات إلى الوراء، أو حتى عناء إلقاء التحية أو نظرة الوداع قبل سفره القادم، هل يتركنا وحدنا نصارع أقدارنا وأحلامنا وقد تعودنا مصارعة أقدارنا وأحلامنا تصرعنا تارةً ونصرعها تاراتٍ ؟ ..أم انه سيدخل غمار المعركة إلى جانبنا وقد شارفت جولاتها الأخيرة الحاسمة والفاصلة على نهايتها .
قد تكون أحمال العام الجديد ثقيلة جداً قد تفوق طاقاته وقدراته .. لكننا على ثقة كبيرة بأن السنة الجديدة ستقاوم وستصبر مستمدة شجاعتها وصبرها من شجاعتنا وصبرنا وصمودنا كما السنة المسافرة.
لن نتسرع بالحكم فقد تفاجئنا السنة الجديدة بجرأتها وشجاعتها واحتمالها وقدرتها على تحقيق قبضة من أحلامنا وأمنياتنا وانتصاراتنا التي لانزال نمتلك منها الكثير لتغيير الموازيين وإحداث المفاجآت وشحذ الهمم وبث الأمل والطمأنينة والثبات في نفوس اليائسين والبائسين والمتخاذلين والخانعين، فالقادمات من أيامنا لن تجرأ بعد الان على تركنا وحيدين في ساحات الوغى، بعد أن عشقتنا أقدارنا و عشقناها ، ولابد لهذا العشق الأبدي أن يتربع يوماً فوق مساحات واسعة من الفرح والأمل.