وكيف لهؤلاء أن يروا في أنفسهم الآباء المغفلين لأبناء قردة مجانين في الرياض والدوحة واستنبول.. أليس هذا الحصيد من ذاك الزرع؟
مرة ثانية.. أجل، فإذا كانت استدارة القاطرة الأميركية وخلفها المقطورة المحملة بالخليط المتجانس من الأذيال والتبع والعملاء والأجراء، طويلة بطيئة وواسعة الطيف إزاء ما يسمى «الأزمة السورية» بعد فشل السنوات الأربع في تحقيق ما كان حلم شهر أو أشهر، وإذا كان للجداء من آلات سعود وثاني وأردوغان أن يضحكوا بعقل التيس الأميركي كل ذلك الوقت، فيدفعونه إلى ما لا يحب ويرضى.. فلماذا كل هذه الثرثرة الأميركية الرسمية المستمرة في البحث عن المعارضة السورية «المعتدلة», ولماذا يجتهد جون ماكين مجدداً إلى لقاء من يسميهم قيادات في هذه المعارضة.. في الحاضنة التركية طبعاً, هل يلتمس العذر، وهو الجمهوري المتشدد، لأوباما الديمقراطي.. أم يحرضه على الاعتذار؟
وإذا كانت جامعة حمد القطري وتابعه العربي، وفوق كل عنترياتها في ليبيا وسورية خلال السنوات القليلة الماضية، قد اعتذرت عن رعاية هذه المعارضة «الرخوة» باحتضان مؤتمر لها كما قيل، وتعذرت بضيق ذات اليد رغم سيل المال القطري السعودي المتدفق دماً على الأرض السورية... فلماذا لا يفهم بعض رموز وشخوص هذه المعارضة أن «الصيف ضيعت اللبن» وأن استدارة القاطرة الأميركية آتية لا ريب فيها، وأن الدهس الأخير قد يكون تحت عجلاتها هي.. وهم لا يفقهون؟
فعن أي طريق تتهامسون وتتشاورون وترسمون الخرائط.. وهل في وسع من عجز عن تثبيت الاحداثيات على أي طريق السير لاستطلاعها اليوم.. أم تظنون أن استطلاع أردوغان لوثائق مخابراته الموصلة إلى داعش سيغسل يديه من الورطة.. ومن دمائنا؟
لا طريق إلا ويوصل إلى دمشق.. باستدارة أميركية أو بمبادرة روسية.. أو حتى بتوبة خليجية «نصوحة» ولا توبة حتى الساعة, إذ ها هنا بدأت الأشياء وهنا ينبغي لها ان تنتهي, فؤوبوا إلى رشدكم.. إذا كان ثمة رشد عندكم!!