في هذا العدوان أو هذه الأزمة أو الأيام الخاصة في صعوبتها مهما كانت تسميتها، وجدناهم بيننا بحضور قوي ومؤثر، فهم المبادرون الى الدفاع عن وحدة وطننا في وجه الارهاب القادم من مختلف بقاع الأرض، وهم المرابضون على أطراف المدن والبلدات لحمايتها، وفي قلب الأحياء للمسارعة إلى انقاذ وإسعاف من تعرض لإصابة بسبب عمل ارهابي، هؤلاء الأبطال منهم من ترك أهله وأسرته، ومنهم من ترك عمله، وقلبه يعمر بالايمان بوحدة بلدنا وصموده ونصره على أعدائه.
بمقابل هؤلاء الأبطال انتشرت بيننا وتكاثرت الطفيليات وتجار الحروب والأزمات ومرضى النفوس من الخونة، من الذين تهربوا من الدفاع عن أرضهم ووطنهم أولا، ثم عملوا على احتكار حاجيات الناس المعذبة من أهلهم وذويهم وسهلوا اطالة عمر الأزمة وربما الحرب.
إلا أن أثر الخير والعطاء يبقى الأقوى والأعمق، وله فعل التعقيم والتطهير، إن نبل تضحياتهم وعطاءاتهم تشفي جراح المعذبين والفاقدين لأبنائهم وأحبتهم، هؤلاء من إخوتنا وأبنائنا وجيراننامع أهلهم هم ملح الأرض ولآلئها التي تطهر حياتنا وتضيئها في أشد الظروف حلكة وصعوبة.