|
عرض دائرة الطباشير..متعـة الحكايـا المعروفـة مســبقاً..! ثقافة منذ البداية وقبل دخولك لحضور العرض يلفت نظرك أنه حذف القوقازية، فيما بعد وأثناء حضورك العرض تكتشف انه أيضا حاول الاقتراب من بيئة حربنا السورية، تاركا الملامح والخطوط الأساسية لمسرحية للكاتب الألماني برتولد بريخت..
أيمن زيدان ليس عاشقا حديثا أو طارئا للمسرح أتذكره قبل أكثر من عشرين عاما، حين كان يحمل حقيبته الصغيرة ويعبر باتجاه المسرح، لم يكن يوما مروره عابرا.. ولم تكن خياراته مجرد خيارات فنية هدفها المتعة ليس إلا.. ! اذكره من الفنانين النادرين الذي كان يتقبل النقد بفكر منفتح.. مشاريعه المسرحية أو الدرامية التي قدمها كانت تحمل دوما رؤى فنية مختلفة تراكمها معا يجعلك ترى أن الفنان زيدان امتلك دوما مشروعه الفني والثقافي.. في إعداده لمسرحية دائرة الطباشير.. ومنذ البداية لاتتابع الفكرة بحكم معرفتها بها، ولكن تندمج مع تلك الفرجة والدهشة المسرحية التي ركز عليها الفنان.. ومع أن العرض ساعتان إلا ربعا.. إلا أن الوقت يمضي بنا سريعا ونحن نلاحق تلك الفرجة المسرحية.. أدوات اللعبة المسرحية حاولت استخدام أكبر قدر ممكن من الأدوات المسرحية المتقنة، طريقة تحريكه لتلك الملامح هو المختلف، فالمادة الفيلمية التي وضعها كخلفية تعطي إيحاء غير مباشر بان الحرب تحاصرنا طيلة الوقت، وجود الكورس، الراوي، مجاميع الممثلين وطريقة تحريكها.. والانتقال الرشيق من حدث إلى آخر.. مع تلك الإطلالات الموسيقية الرشيقة.. كلها أعطت غنى للفضاء المسرحي.. وعمقت الفرجة التي اختارها العرض..
المسرح تقريبا فارغ، ليس سوى بضع قطع ديكور تظهر حسب استخداماتها، برميل ماء، يتحول حسب الغرض منه، كرسي الملك.. تلك القطعة القماشية المتماوجة تحولت هي الأخرى لتصبح ساقية.. في مشاهد تعطي للفضاء المسرحي بعده الدلالي دون أي أثقال أو جمالية لامعنى لها.. الجموع هي التي تحتل المسرح، وتحتفي بالصالة الممتلئة، على طريقتها.. رافضة إدخالها في أبعاد تراجيدية، كلما اقتربنا من لحظة مسرحية محزنة، تنتشلنا تلك الأغنيات والموسيقا المرحة، التي وضعها سمير كويفاتي.. ليس هدف العرض أن نندمج، انه مجرد تحريض على التفكير.. بطريقة مختلفة عما اعتدناه في أعوامنا الأخيرة.. اختيار ايمن زيدان للطريقة البريختية تلك التي تكسر الإيهام، إنما إيمانا منه انه لايقدم حكاية للمتعة، والممثل له وظيفة أخرى تختلف عن تلك الحكايا التي يتقمص فيها الدور دون أن يترك فرصة للمتلقي ليفكر في أبعاد أخرى.. المسرح الملحمي يهتم بالمتلقي بشكل خاص، يحاول أن يكسر اندماجه في العرض، يقترب الممثل منه، وهو ما فعله العرض.. منذ البداية يشارك الجمهور في العرض، يقترب الممثل من الناس من خلال استخدامهم لممرات الصالة، ومقدمة الخشبة.. ومع أن العمل يتناول تلك التقلبات والصراعات أثناء الحرب، ويميل إلى البعد التراجيدي إلا أن العرض يفاجئنا بكل هذا الدفق الكوميدي.. المدروس، وتتعالى تلك الدفقات بعد حضور الممثل محمد حداقي بدور القاضي آزداك.. خاصة أثناء المحاكمة الأخيرة.. لعل الأهم في لعبة أيمن زيدان المسرحية تلك الأقنعة التي وضعها خلف كل ممثل.. طيلة العرض، لاتفارقه.. وهل أكثر عمقا ودلالة من تلك الوجوه المواربة ما بين الذات الحقيقية-المخفية، وتلك التي نظهرها.. قسرا.. ومن منا لايضع تلك الأقنعة خاصة في أوان الحروب وتبدلاتها المرعبة.. دائرة الطباشيرضمت مجموعة مميزة من الفنانين والفنانات مقدمتهم الفنان محمد حداقي وكل من الفنانين عروة العربي وأريج خضور ونور أحمد وخوشناف ظاظا وولاء عزام ووسيم ولوريس قزق.. والعرض من إنتاج وزارة الثقافة المسرح القومي مديرية المسارح والموسيقا وصمم له الديكور والأقنعة والإكسسوار الفنان نزار بلال بينما وضع موسيقاه الفنان سمير كويفاتي.. أداء جماعي بصوت جوقة الفرح مع الفنان حسام بريمو وصمم الإضاءة الفنان أدهم سفر والأزياء ريم شمالي في حين وضع التصميم الإعلاني للعرض الفنان زهير العربي وبتعاون إخراجي مع الفنان soadzz@yahoo.com"العربي. soadzz@yahoo.com">عروة soadzz@yahoo.com"العربي. soadzz@yahoo.com
|