فتحطمت الاوهام الغربية على ايدي السوريين كما بعثرت رياح الحسم العسكري في درعا وقراها سفن امريكا والكيان الصهيوني فسارت رياح التحرير عكس ما اشتهوا، وكانت الكلمة الفصل وحدها للجيش العربي السوري.
ومع مواصلة التقدم الميداني في ريفي درعا الشرقي والغربي واستسلام الالاف من الارهابيين فشلت المساعي الاميركية والاسرائيلية الاممية ومعها الاقليمية فشلاً ذريعاً، فضجت اوساط سياسية واعلامية صهيونية بالمخاوف «الاسرائيلية» والاميركية من اقتراب الجيش العربي السوري وحلفائه من الشريط الحدودي لسورية مع فلسطين المحتلة ومع الاردن.
في تفاصيل مشهد ميدان الجنوب الذي عجت أخباره بالانتصارات تحدثت مصادر عسكرية ان الجيش العربي السوري سيطلق خلال الساعات القليلة القادمة عملية عسكرية واسعة باتجاه الريفين الغربي، والجنوبي الغربي لمحافظة درعا، بعد تمكنه خلال الأيام الماضية من تحرير مساحة تزيد على 1800 كيلومترا مربعا في المحافظة، حيث يأتي هذا التقدم عبر مسارين، الأول عسكري، والثاني هو مسار المصالحات، وآخرها إنجاز اتفاق المصالحة في مدينة بصرى الشام الذي أصبح نافذاً، بعد أن استسلم الارهابيون ورضخوا للمصالحة مع الدولة السورية، ومن المقرر أن يبدؤوا بتسليم أسلحتهم تمهيداً لدخول الجيش العربي السوري الى المنطقة، فيما يمثل تحرير بصرى الشام ضربة موجعة كبيرة للإرهابيين الذين تحصنوا فيها لفترة طويلة.ويطلق الجيش العربي السوري عمليته العسكرية باتجاه الريف الغربي، والجنوبي الغربي لمحافظة درعا، ضد جماعة «داعش» الوهابية و»جبهة النصرة» الإرهابية وفقاً للمصدر، كما ستستهدف الارهابيين في حوض اليرموك «حيط وتسيل وعزوان ونافعة والشجرة»، وفي الحارة، إضافة إلى كفر شمس.
بالتوازي مع التقدم الكبير للجيش العربي السوري ودخول الكثير من البلدات بالتسوية ، بقي هناك بعض الارهابيين الذين التزموا بالأوامر الاميركية ورفضوا الاستسلام وتعهدوا بمواصلة تنفيذ الاجندة الغربية، حيث أعلنت بعض التنظيمات الارهابية رفضها للتسوية ومواصلة القتال ضد الجيش العربي السوري، ونشرت بعض المواقع التابعة لهذه التنظيمات أن الفصيل الذي وافق على الدخول في التسوية هو مايسمى «جيش الثورة» و»قوات شباب السنة» بعد أن تم تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، فيما رفضت باقي التنظيمات التسوية ، وخاصةً درعا البلد وبلدات صيدا، الطيبة، المتاعية، نصيب، أم المياذن، النعيمة وصولًا إلى الريف الغربي لطفس ونوى ومحيطها.
وبما ان الارهابيين في بلدة طفس بريف درعا الشمالي رفضوا التسوية قاموا بالالتفاف عليها وقاموا بمبايعة ما يسمى «جيش خالد بن الوليد» الموالي لتنظيم «داعش» في درعا، كما قام هؤلاء الارهابيون بمواصلة استهداف المدنيين بالقذائف.
في سياق آخر لا يختلف عن الهزائم الاميركية يبدو ان واشنطن باتت تدرك بأنها لن تستطيع الوقوف في وجه تقدم الجيش السوري في الجنوب وبان ادواتها هزمت، وعليه توجهت لتبديل وتغيير مواقفها من الدولة السورية التي لايأمن لها، وهو ما جاء على لسان جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للأمن القومي، الذي تحدث بشكل صريح ومباشر أن دمشق لم تعد تشكل مشكلة استراتيجية لهم.
بالتوجه الى الشمال يعج المشهد بتطورات على غرار الجنوب حيث تحدثت مصادر محلية عن توجه «الاكراد» الى تسليم المناطق التي يسيطرون عليها للجيش السوري ، وهو ما بدا واضحاً بعد أن قامت قوات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بفتح معبر مع الجيش العربي السوري في الميادين بريف دير الزور.
وبحسب المصادر فإن مواقع إلكترونية نقلت مؤخراً قولهم: إن «قسد» بصدد تسليم مدينة الرقة للدولة السورية، بعدما نقلت مواقع إعلامية عن مصادر خاصة أن عدة اجتماعات تمت بين وفود من الدولة السورية وأخرى من عناصر تابعة لما يسمى حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي في مدينة القامشلي، وتبقى هذه الأخبار توقعات ستفرج عنها الايام القادمة، على اعتبار أن واشنطن بدأت تسحب يدها في الكثير من المناطق السورية.