التي شنها تحالف العدوان على اليمنيين في الحديدة ليقروا بالهزيمة مرغمين أمام دفاعات الجيش اليمني القوية، وذهبت أوهامهم باحتلال الحديدة أدراج الرياح مهما حاوت مشيخات العدوان تبرير الهزيمة النكراء بذرائع واهية والتلطي تحت غطاء الإنسانية المفقودة لديهم أو ادعاءات اتفاقات مزعومة.
وحسب محللين فإن العملية العدوانية لمشيخة الامارات على الحديدة بدأت بتجهيز 12 لواء من قوات تحالف العدوان مسنودة بدعم تسليحي ومعلوماتي من أميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا واعدة بأنها سوف تنهي المهمة التي عجز عن تنفيذها مجرم الحرب محمد بن سلمان خلال ثلاثة أعوام ونصف العام لتنفذها خلال شهر واحد لكنها لم تخفق في تنفيذ المهمة فحسب بل اضطرت إلى إعلان وقف القتال بعد فشلها الذريع.
لذلك فإن التذرع بفسح المجال أمام المبعوث الأممي إلى اليمن «مارتن اغريفيث» قد يكون الحل الأمثل الذي تبادر إلى أذهان الساسة في دويلة الإمارات للخروج من المستنقع اليمني الذي غرقت به ولم تكن على مستوى مزاعمها التي بثتها مشيخة الامارات ووسائل الاعلام الغربية عندما زعمت قبل 15 يوماً السيطرة على مطار الحديدة بالكامل الذي أدى الى امتعاض واشنطن من استطالة أمد معركة الحديدة وما تقابلها من قوة لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية وهواجسها من أن تكتب نتائج الإخفاق على حساب الأميركان إلى جانب إعلان بعض الدول قبل ايام الانسحاب من تحالف العدوان في اليمن.
كل هذه المؤشرات التي تنم عن انكسار شوكة تحالف العدوان كانت سبباً كذلك في رفع رايات الاستسلام الإماراتي ويشار الى أن أطماع مشيخة الامارات في الحديدة ارتدت عليها، فخلافاتها على النفوذ مع آل سعود باتت واضحة للعيان اضافة إلى بروز خلاف لها مع الكويت في الأيام الاخيرة بشأن المناطق النفطية على الحدود بين البلدين (الوفرة والخفجي) إلى جانب الخلافات الحدودية التي دفعت محمد بن زايد إلى القلق من المصير الذي يواجه أعضاء دول مجلس التآمر الخليجي.
فيما يبدو أن معركة الحديدة قد كشفت عن بدء خريف العلاقات السعو إماراتية على الأقل العسكرية منها الذي لم يعد يقوى على كتمان ما يدور من سجال خلف كواليسه حيث بات يرى الجانبان نفسهما وطبعاً سائر قوى تحالف العدوان في ورطة لم يكن يتوقع أحد أن تدوم وأن تستنزف معنويات القوى الغازية لليمن بشكل يجعلها تلجأ إلى الخلاف والمعاداة مع الآخر حول الآمر والمأمور فيما بينهم، حيث وضعت مشيخة الامارات وحسب مزاعمها آل سعود في وضع حرج ومأزوم بإعلان وقف العدوان العسكري عبر وزير خارجيتها المدعو أنور قرقاش دون الرجوع فيه لاستشارة آل سعود، لكن محللين يرون أن آل سعود وضعت الامارات كبش فداء للتنصل من وعودها للغرب الاستعماري باحتلال اليمن والتي باءت بالفشل.