وقال عون في كلمة له أمس عشية عيد استقلال لبنان الذي يصادف اليوم: إن التحركات الشعبية كسرت بعض المحرمات السابقة وأسقطت إلى حد ما المحميات ودفعت بالقضاء إلى التحرك، مشيراً إلى أنه لا أحد غير اللبنانيين قادر على الضغط من أجل تنفيذ القوانين الموجودة وتشريع ما يلزم من أجل استعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين.
ووصف عون محاربة الفساد بـ «المعركة القاسية» متعهداً بتأمين الحماية للقضاء اللبناني لكي يقوم بدوره في مكافحة الفساد.
وقال عون: إننا في سباق مع الزمن فالتحديات كبيرة وخطيرة وقد فاتنا الكثير من الوقت، داعياً إلى أن تكون السنة المقبلة سنة استقلال اقتصادي فعلي واستقلال جغرافي عبر التمسك بكل متر من المياه تماماً كما التمسك بكل شبر من الأرض والتحرر من النزاعات للبدء بالخطوات اللازمة لإرساء الدولة المدنية.
وكانت العاصمة اللبنانية بيروت وعدد من المناطق اللبنانية في الشمال والبقاع والجنوب شهدت منذ الـ 17 من تشرين الأول الماضي مظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية تخللها قطع للطرقات وإغلاق للمدارس والمصارف وعدد من المؤسسات.
بدوره جدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تحذيره من الوقوع في الفتن داعياً إلى الوحدة والتضامن بين اللبنانيين.
وقال بري في تصريح أمس بمناسبة عيد الاستقلال في لبنان: إن اللبنانيين اليوم مدعوون إلى حماية الاستقلال وبصنعه مجدداً من خلال تصليب وحدتهم وعدم الوقوع بفخ الفتن.
في الأثناء أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون أن الجيش اللبناني وفي ظل هذه الظروف الدقيقة التي تفرض عليه قام بواجبه بكل تضحية ووفاء وأثبت أن المؤسسة العسكرية هي المظلة الجامعة لكل أبناء الوطن.
وقال عون في كلمة وجهها أمس إلى العسكريين بمناسبة عيد استقلال لبنان الذي يصادف اليوم: لقد نفذتم باحتراف ومسؤولية كل المهمات التي أوكلت إليكم إلى جانب مهمتكم الأساسية في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يمعن بخروقاته اليومية لسيادتنا مظهرا أطماعه في أرضنا ومياهنا ومواجهة الإرهاب الذي يتحين الفرص لضرب السلم الأهلي وإحداث الفتن.
وأشار عون إلى أن وعي العسكريين في التعاطي مع الأزمة التي يمر بها لبنان بكل مسؤولية واحتراف فوت الفرصة على كل من يريد الاصطياد في المياه العكرة وحمى لبنان من الفوضى والفتن.
إلى ذلك أكد المدير العام للأمن العام في لبنان اللواء عباس إبراهيم أن التحدي الأول أمام اللبنانيين «يبقي في وضع الاستقلال موضع التنفيذ الحقيقي» تحت عنوان وحيد هو بناء دولة قوية قادرة وعادلة ولن يتحقق هذا التحدي إلا بإرادة اللبنانيين جميعا.
وفي كلمة إلى العسكريين في المديرية العامة للأمن العام عشية عيد الاستقلال قال إبراهيم: إن شرط النهوض الحقيقي بسيادة لبنان واستقلاله يرتكز أولا على التمسك بالمؤسسات الدستورية وثانيا التقيد بالآليات التي تضمن العمل القانوني في ظل نظام صحيح وفي دولة تتمتع باقتصاد قوي يحضنها قضاء نزيه تؤمن لمواطنيها خدمات في مختلف المجالات.
من جانبه أكد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان أن الفرحة بعيد الاستقلال لا تكتمل الا بتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية من نير الاحتلال الإسرائيلي وعودة جميع الحقوق المغتصبة.
وقال قبلان في رسالة أمس بمناسبة حلول عيد الاستقلال: فرحة عيد الاستقلال لا تكتمل إلا باندحار الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا ومياهنا والتحرر من الضغوط والاملاءات الصهيواميركية على بلدنا، مؤكدا أهمية تعزيز منعة ووحدة واستقرار لبنان.
وشدد قبلان على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية تعالج الأزمات المتراكمة ولا سيما الاقتصادية والمعيشية منها وتعيد المال العام المنهوب وتلبي المطالب المحقة للحراك الشعبي وتحصن لبنان بدعم قوته المتمثلة بجيشه وشعبه ومقاومته.
بدوره أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن المقاومة الوطنية اللبنانية تملك الكثير من عناصر القوة وليست قلقة على الإطلاق، مبينا أن ما عجز العدو الإسرائيلي عن أخذه بالحروب وإشعال الفتن لن يأخذه بالسياسة ولا بالحرب الناعمة.
ولفت دعموش في كلمة له في بيروت أمس إلى أن حزب الله تبنى منذ البداية المطالب الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية المحقة التي رفعها المتظاهرون وحذر من تسييس الحراك لأهداف تخدم الأجندة الخارجية وأهداف العدو الإسرائيلي.
وأوضح دعموش أن الولايات المتحدة وأدواتها في الداخل عملوا على استغلال الحراك وتوجيهه نحو أهدافهم وتعويم بعض رموز الفساد في لبنان من أتباع أميركا مقدمة لتحقيق جملة أهداف سياسية وصولا إلى فتح ملف سلاح المقاومة ومحاصرتها وعزلها سياسيا وشعبيا.
إلى ذلك شدد الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات على رفض التدخل الأجنبي في الشؤون اللبنانية، مؤكدا أن السياسة الأميركية والإسرائيلية تهدف إلى بث الفتنة في لبنان وضرب المقاومة الوطنية.
وقال بركات في تصريح أمس إن السياسة الاميركية تهدف إلى فرض حصار اقتصادي على لبنان والسيطرة عليه وافلاسه وإدخاله في حرب أهلية، داعيا إلى تغليب الحس الوطني والالتزام بالحفاظ على البلد ومواجهة التهديدات الخارجية.
من جانب آخر أكد رئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» اللواء ستيفانو ديل كول ان انتهاكات كيان الاحتلال الإسرائيلي للأجواء اللبنانية تزيد من حدة التوترات في المنطقة.
وقال ديل كول في تصريح له في مدينة صور جنوبي لبنان أمس :»إن اليونيفيل سجلت زيادة في الانتهاكات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني هذا الأسبوع بما في ذلك طلعات جوية على ارتفاع منخفض فوق صور نفذتها طائرات حربية اسرائيلية في الصباح الباكر من يوم الـ 20 من تشرين الثاني ما سبب حالة ذعر لدى السكان».
وأضاف ديل كول: «إن هذه الانتهاكات للسيادة اللبنانية والقرار 1701 تزيد في تصعيد التوترات ولا سيما أنها تنفذ على ارتفاع منخفض ما يقوض جهودنا لبناء بيئة أمنية مستقرة في جنوب لبنان».
ويواصل العدو الإسرائيلي انتهاكاته أجواء لبنان وأراضيه ومياهه الإقليمية ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية وخاصة القرار 1701.