والسموم الأميركية تجري على قدم وساق لتحقيق أهداف ذاك النوع من الإرهاب، وبالتالي فإطلاق الاستخبارات الأميركية أنباءها حول نية «داعش» مواصلة عملياته وجرائمه في الدول التي يتواجد فيها، ومحاولته إعادة إنتاج شبكته العالمية لاستمرار تلك العمليات في الغرب، ليست إلا ذراً للرماد في العيون وإيجاد مبرر لبقاء قوات بلادها في المنطقة، وزرع أعداد منها في مناطق أخرى كالسعودية مثلاً، وخاصة أن ترامب أبلغ الكونغرس عن عزمه رفع عدد جنوده في مملكة بني سعود إلى ثلاثة آلاف، لابتزازهم أولاً، ولتمكين قواته التي يهدد عبرهم أمن المنطقة ثانياً، ومن يبحث في الأهداف والنتائج يعلم سبب ما عقد العزم عليه بأم عينه، ويدرك أن ما يسرّه الرئيس الأميركي في داخله يخالف ما يجهر به، والعكس كذلك، ولاسيما أن الموجة التي اعتلاها لا يريد النزول عنها، إلا بعد رؤيته النيران تشتعل في أماكن كثيرة جنبت نفسها ويلات الحروب في العقد الأخير.
فواشنطن لا تزال توفر الغطاء لوكلائها وأتباعها، ليس حباً بهم أو حرصاً على مصالحهم، لكن من أجل تحقيق غاياتها، وترك الفتات لهم للوصول إلى جزء مما يريدون، وإلا فماذا يفعل العسكريون الفرنسيون الذين يتلطّون تحت عباءتها، بعد أن أوكلت لهم مهمة تدريب نحو مئتي عنصر من قواتهم الخاصة، ومن المشاركين في ما يسمى عمليات التحالف الدولي المناهض لـ«داعش» قولاً وليس فعلاً.
على وقع الإرهاب الأميركي المستدام، يعطي رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لضم أراض عربية أخرى، مستغلاً إمعان واشنطن بمواقفها الظالمة إزاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما شجع حكومته على النهب والتوسع والاغتصاب، ليتجاوز في ذلك الخطوط الحمراء، في الوقت الذي يواصل فيه عربدته واعتداءاته على المواقع العسكرية السورية، متسبباً باستشهاد المدنيين الأبرياء.
وإسرائيل ليست وحدها في ميدان العدوان، حيث يواصل النظام التركي عدوانه على الشمال السوري، وينهب مرتزقته ممتلكات المواطنين، ويرتكبون الجرائم التي تضاف إلى السجل الأسود للإرهابي أردوغان، ويصر على أوهامه في تحصيل ما لم يستطع قنصه، لكن بالنتيجة كل ما يحصل لن يفيد أولئك بشيء، لأن قواعد اشتباك جديدة ترسمها سورية ومحور المقاومة ستجبر المعتدين على الانكفاء.