ففي المنطق العسكري دائماً تزيد حدة المناورات التصعيدية في المشهد الأخير من المعركة عندما يدرك الطرف الخاسر أن كل أوراقه التي فردها على طاولة الميدان احترقت، فتصيبه هستيريا الملسوع بسموم هزائمه، و كرد فعل العاجز العالق في عنق زجاجة فشله ويحتاج لاندفاعة قوية تسرع خروجه من مأزقه ولو كانت عبر مقامرة حمقاء يدرك أن أرباحه فيها مستحيلة في ضوء كل المؤشرات التي باتت تدلل بوضوح على انفراط عقد الإرهاب على الجغرافيا السورية وتشظي حباته، وأي محاولات للملمة الخسارة في أكياس مثقوبة هي رهانات عبثية.
ما نلحظه اليوم من تصعيد وتسعير عدواني يصب في خانة تكامل الأدوار الإرهابية التخريبية بين نظام تركي إرهابي وإدارة أميركية تمارس أفعال بلطجتها السافرة على مرآى المجتمع الدولي الأخرس عن إدانة الأفعال المارقة على شرعيته وبين عربدة صهيونية، يحمل في توقيته العديد من الأسباب أبرزها: أن مشهد الانتصار السوري على الإرهاب ومشغليه أصبح جلياً ولم تعد تنفع معه رتوقات لثوب الخيبة، إضافة إلى أن مساحة التحرير التي جهد أعداء سورية لتقليصها ومنع استكمال مدها لتشمل كل الأراضي السورية في الشمال والجزيرة تواصل اتساعها رغم ألغام المعتدين.
حال منظومة العدوان اليوم بكل ممارساتها على الأرض سواء من اعتداءات في الشمال الشرقي السوري تمارسها أنقرة وواشنطن أم الاعتداءات الصهيونية على ريف دمشق والقنيطرة، تشرح حالة الغليان والغيظ التي تلازم المعتدين من الإنجازات السورية المتصاعدة والمتتابعة، فهم يدركون أن مكوثهم الاحتلالي على فوهة بركان مقاومة شعبية أشبه بانتحار معلن فلذلك ليس في جعب إرهابهم إلا تصعيد وضيع وبعض من مقامرات عبثية في ساحة المعركة الأخيرة التي تجيد الدولة السورية خوض غمارها وتمسك بزمام حسمها، بعد أن ضبطت بجدارة إيقاع المواجهة في الميدان وامتلكت مفاتيح التصدي والردع في كل الجبهات وسحبت من تحت المعتدين بساط مدهم الإرهابي في كل المعارك التي خاضها وسيخوضها الجيش العربي السوري بتفوق وتمكن نوعيين.