وعلى الرغم من ذلك، فمازال الكثير من مواد هذه الاتفاقية حبراً على ورق، ومازال ملايين الاطفال حول العالم يعانون, وعلى رأسهم غالبية اطفال العالم العربي , ودخل الاطفال السوريون في خضم المعاناة الحقيقية منذ بداية الحرب الكونية الارهابية على سورية ,قتل وتهجير واستغلال وعمالة وتسول , ولم تبق مصيبة ولا كارثة إلا اصابت عددا لابأس به من الاطفال السوريين.
طبعا الوزارات والجمعيات المنوط بها القيام بواجباتها تجاه الاطفال السوريين لم تكن على قدر المهمة , والدليل مئات الاطفال الموزعين في شوارع وشارات المرور بدمشق ولم نذكر المحافظات الاخرى وهم يقومون بالتسول , لتأتي هذه الوزارات والجمعيات وما يسمى بدور رعاية الاطفال المشردين وتدعي انها قد استطاعت خفض عدد المتسولين بنسبة كبيرة وخاصة تسول الاطفال ولكن الشوارع تكذبهم.
وجولة واحدة في المناطق الصناعية المحيطة بدمشق فقط وأيضا دون المحافظات الاخرى تكشف لك مئات الاطفال وهم يعملون في الاعمال الشاقة وقد هجروا مدارسهم نتيجة الفاقة والعوز والتهجير حتى يساعدوا عائلاتهم على تكاليف الحياة.
اشك ان احدا من هؤلاء السادة المنوط بهم رعاية الطفولة وحمايتها قد قام بجولة على مقاهي ومطاعم دمشق ليلا ليروا بأم اعينهم كيف ان هناك عشرات الاطفال اذا لم يكن اكثر وهم ينتظرون أمام هذه المطاعم والمقاهي من يلقي اليهم بالفتات من الطعام , أو من يكلفهم بغسل سيارته , او من ينظفون حذاءه, مقابل ليرات قليلة.
لاشك ان هناك من استغل الوضع الذي وصل اليه بعض هؤلاء الاطفال , وجندهم ضمن مجموعات للتسول والعمل مقابل عائد مادي هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع.
اتركوا اطفال الشوارع ولنسأل: هل الاسرة السورية قادرة وفي ظل الوضع المعيشي والحياتي المتدهور ان تلبي كافة احتياجات اطفالها ؟! طبعا وبثقة مطلقة لا.
ايها السادة لا يكفي ان نقيم المهرجانات الخطابية في كل عام ونذرف الدموع على هؤلاء الاطفال المشردين الذين قد يكونون على بعد امتار من مكان هذه المهرجانات فالحالة التي وصل اليها اطفال الشوارع والأطفال العمال بشكل خاص وأطفالنا بشكل عام لا تحلها المهرجانات التي لا يستفيد منها الا من يعدها , بل ان هناك عملا ضخما ينتظركم ويجب ان تجند له كافة الامكانيات حتى نخرج اطفالنا من الحالة التي وصلوا اليها.