تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معارضة الرياض .. غياب البوصلة الوطنية وإصرار على التعطيل

متابعات سياسية
الأربعاء 23-3-2016
منير الموسى

الخيانة تبيض كذبا هذه الأيام إذ جانب ما يسمى الائتلاف السوري الحياء وصاروا لا يبالون من ارتكاب قبائح الأمور والمجاهرة بها،

ولاشك إن الشعور البوجوازي لبعض النخب المتسلقة والمهادنة لأعداء الوطن - والتي أسهمت بدعم الإرهاب ولو معنويا- يكشف عن واقع نفسي مهتز تعاني منه النخب المثقفة جعل كل الشعب العربي السوري يمقت الخطوات التي ساروها نحو الانقلاب بحجة محبة الوطن والشعب والحرية، وتحولت الصورة إلى كراهية المصير المنتظر والنقمة المتزايدة على أخلاقهم التآمرية العفنة.‏

ما يسمى سفير الائتلاف في قطر يشكر الأعداء على تدميرهم سورية بكلمات وعبارات منمقة، مثلما دمرت ليبيا. ومعروفة قطر بصداقة حكامها مع حكام تل أبيب، فنصرة الشعب على مدى عمر العدوان الغربي الصهيوني على سورية كانت ولا تزال في نظرهم تدمير منازله وتدمير منشآته الحيوية وحرق حقول مزارعيه وسرقة نفطه وتشريد قسم منه على يد الجماعات الإرهابية التي تدعمها قطر وغيرها من الأنظمة المهترئة، والمتاجرة بالبشر، ثم يأتي من يمثل الائتلاف ليتحدث عن حق منحه لنفسه بالوصاية على السوريين.‏

قطر إذ تسلم مبنى السفارة السورية فيها لحفنة من اللصوص تقدم خدمات جليلة للكيان الصهيوني الذي عالج ويعالج جرحى الإرهابيين الذين يدعمهم هذا الائتلاف ولا ننسى أعضاء الائتلاف الذين يحجون إلى تل أبيب زيادة في كسب علائم الخيانة للوطن، والتي كانت آخر تقليعاتهم وخاصة المسمى «حراكي» بتزوير مليون جواز سفر سوري للمتاجرة بها وزيادة الأرباح عن طريق لص مطلوب للإنتربول اسمه نذير الحكيم بالتورط مع نزار الحراكي نفسه الذي يبشر السوريين المنكوبين والهاربين من إرهاب «الائتلاف السوري» إلى دول الغرب بتجديد ومنحهم جوازات السفر مقابل رسوم جنونية، لتغدو في هذه الناحية بلطجة الخارجية القطرية جلية، فلا أشبعهم الله، كل هذا النفط والاتجار بالبشر ودمائهم يتاجرون الآن بغربتهم. وهم الذين يسرقون باسم الجمعيات «الخيرية الخليجية» الشريرة التي تجمع الأموال للتنظيمات الإرهابية.‏

هذا هو بؤس الإخوان المسلمين الذين حملوا راية الأعداء منذ الثمانينيات، ولم نصطدم ببؤسهم الميتافيزيقي الذي لا يرمي إلى التهيكل في جسد سياسي واجتماعي من أجل تحقق وبلورة القيم الإنسانية النبيلة، ولكن غاية هذا البؤس كانت الاستيلاء على جهاز الدولة بسرعة لتوظفه لمصالحهم. فأرادوا الإدغام والاختراق والاستقطاب منذ السبعينيات بجسده الاجتماعي المتنامي في تاريخه الحديث آنذاك ومصادرة أحلامه  التي حلم بها، والهيمنة على منجزاته والسطو على سيرورته الفكرية العلمانية وافتكاك استراتيجياته وإفقاده البوصلة.‏

في اللحظة التي أخذ الإخوان المسلمون السلطة في مصر واستولوا عليها باسم الثورة أصبحت الصورة كاريكاتورية، وهذا ليس سببا كافيا لكي نحرمهم من بناء سلطة حاكمة ولكن غياب الاستراتيجية الأصلح أظهرت البؤس الميتافيزيقي الذي يتسم به وضع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين السياسي وهذا البؤس الميتافيزيقي للوضع الإنساني عامل مساعد على قيام الخراب لا الثورات. فحتى الآن لم يتأسف الضالون على وطن تمتع بالاستقرار وبالمنعة والعزة ثم تعوم شعورهم بالمتعة وحصد المنافع فجعلوا من الخراب نصرا على دولتهم.‏

ولننظر ماذا يفعل إرهابيي الإخوان في الضمير بالقلمون الشرقي بريف دمشق بالاهالي وفي ريف درعا الغربي وبلدة عين ذكر وفي الحسكة والرقة ودير الزور وريفها وحلب وإدلب.‏

بعض أنظمة الخليج التي تخالجها سكرات الموت وتعيش في غرف الإنعاش بسبب أن مقوماتها تقوم بقوة القمع وكمّ الأفواه وقطع رقاب الأبرياء والشيوخ وكل المسالمين تتابع غيها من خلال إعلامها ضد سورية والعراق واليمن،  والغرب لا يزال يغمض عينه عن أساليبها في قمع شعوبها وفي تجنيد الإرهابيين الذين يهددون العالم برمته، وكل ذلك بسبب تبعية أنظمة الخليج الكلية للسياسات الصهيو أميركية التي تسعى لبثت بذور الفرقة المذهبية والفتنة بين أبناء الأمة الواحدة.‏

كما أنها هي المنتجة للمعارضات التي تغيب عندها الرؤيا وتلعب دور الكومبرس لتعطل كل الحلول السياسية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية