وهذا ما يتجلى في إصرارها على القفز فوق الأولويات وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والتشبث بفكرة مناقشة الانتقال السياسي، وفق تأويلات وتفسيرات مضللة، لا تستند إلى أي من القرارات الدولية ذات الصلة، وقد وجدت تلك الدول بالوفد الذي استنسخته على عجل جسر العبور نحو الوصول إلى غاياتها، بعد أن أدركت عجزها في الميدان.
ومع بدء الأسبوع الثاني من جولات الحوار السوري السوري في جنيف تكشفت المزيد من الأوراق التي تؤكد مدى ارتباط وفد «معارضة الرياض» بالدول الداعمة للإرهاب، وأنه مجرد واجهة ناطقة باسم المشغلين له، لا يعرف سوى ترديد ما يملى عليه من أوامر وتعليمات أميركية وغربية، لنسف الحوار، وإجهاض كل الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة.
أكثر من أسبوع من المماطلة مضى، ووفد «معارضة الرياض» لم يستطع الرد على الورقة التي قدمها وفد الجمهورية العربية السورية ليتبين السبب لاحقا بأنه لا يملك صلاحية الرد، لعدم قدرته على اثبات هويته، وهذا ما يفسره الكشف عن وجود فريق خبراء متخصص يضم أميركيين يشرف على الأوراق والردود التي يقدمها هذا الوفد، وهو ما أكدته مصادر أممية قالت إن رد ذاك الوفد سيكون بإشراف كامل من الفريق الأجنبي.
وفد «معارضة الرياض» لم يعد بحاجة إلى أي دليل أو برهان ليؤكد ارتباطه وعمالته لأميركا والغرب وأدواتهما من أمثال النظام السعودي, فالسوريون يعرفون تماما مراحل استيلاده, وماهية تركيبته, وحقيقة الدور المرسوم له, ويدركون أيضا أن الأوراق التي يقدمها هي بالأصل أوراق تخريبية للحوار تصوغها الدول المشغلة، ما يؤكد أيضا أن وفد الجمهورية العربية السورية يحاور في جنيف الدول الشريكة في سفك الدم السوري، عبر أدوات تدعي زورا وبهتانا انتماءها للشعب السوري، وهي في الحقيقة مجرد واجهة من جزء مكمل لمخطط استهداف سورية وشعبها.