تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... تفجيرات بروكسل.. الدموع لا تكفي

الصفحة الأولى
الأربعاء 23-3-2016
كتب علي نصر الله

باريس، اسطنبول، بروكسل، وحبل الإرهاب على جرار تحالف الوهابية مع الصهيونية ذي المرجعية الأميركية الحصرية.

دموع فيدريكا موغريني لا ينبغي أن تكون رخيصة إلى حدود استمرار حكومات دول القارة العجوز بتجاهل الحقائق المتصلة بصناعة الإرهاب وتوزيعه، ويجب ألّا تكون رخيصة لحدود مواصلة هذه الحكومات سياسات لا معنى لها إلّا في قاموس التبعية لأميركا التي ترعى الإرهاب وتعمم انتشاره بالعالم من دون استثناءات.‏

دموع موغريني وآلام ذوي ضحايا وجرحى تفجيرات بروكسل إنسانياً وقانونياً ينبغي ألّا تختلف عن دموع وآلام الفلسطينيين والعراقيين والسوريين والليبيين وكل الشعوب التي يضرب الإرهاب الصهيوني الوهابي أوطانها، وينبغي لهذه الدموع والآلام أن تُوحد الجهود والطاقات والفعل لدى جميع الحكومات في أربع جهات الأرض للقضاء على الإرهاب واجتثاث ظاهرته من جذورها، قبلت أميركا أم لم تقبل.‏

تحت كل العناوين لا يجوز لأوروبا أن تسكت على نظامي أردوغان وبني سعود، وتحت أي عنوان لا يجب أن يدع الفرنسيون رئيسهم يُفرط بإرث وطنهم، وينبغي عليهم ألّا يسمحوا له ببيع شرف فرنسا للوهابيين، كما يجب عليهم محاسبته فوراً بعد أن لطخ بالعار أوسمة الشرف الفرنسي وهو يضعها على عباءات التطرف السعودية، وينبغي لكل أطياف الجمعية الوطنية أن تتحد بالدعوة لمساءلته، كما يجب على كل البرلمانات الأوروبية أن تحاسب حكوماتها على السياسات المتراخية مع نظام أردوغان الأخواني الذي يبتز الغرب أبشع ابتزاز.‏

تفجيرات بروكسل الإرهابية هي أشبه بصرخة مدوية تدعو أوروبا كل أوروبا، أن استفيقي من الغيبوبة التي طالت واستطالت، فما كان العالم يوماً ينتظر من أوروبا ما فعلته وتفعله حكوماتها، ولم يعد مقبولاً أن تبقى أسيرة عقدة المحرقة المزعومة فتُضطر للصمت على ألف محرقة صهيونية في فلسطين، ولتكون مُرغمة على تغطية ألف مجزرة وجريمة حرب صهيونية ضد العرب في لبنان وسورية ومصر وفلسطين.‏

تفجيرات بروكسل المُدانة ليست عملاً إرهابياً جباناً مُنفرداً، ولا يجوز أن يُنظر إليه على هذا النحو، بل هو امتداد طبيعي للإرهاب الذي أوجع السوريين وأدمى قلوب العراقيين وآلم العديد من شعوب المنطقة والعالم، وما كانت لتتسع دائرته لو لم تحظ تنظيماته والكيانات التي تدعمها بضوء أخضر أميركي وبحوافز غربية تُبارك وتُشجع الاسرائيليين على تقديم خبراتهم ووضعها بتصرف قطر والسعودية وتركيا لتعظيم قوة القاعدة والنصرة وداعش.‏

كل من يعاني الإرهاب، في سورية والعراق وفلسطين ومصر وليبيا لا يملك إلّا أن يُعبر عن تعاطفه مع الجرحى وذوي الضحايا، وأن ينادي: أفيقي أوروبا من الغفلة، على أنّ شعوب أوروبا هي من يمتلك إرادة الفعل الحقيقي التي من شأنها أن تكفل أداء مُختلفاً يُترجم اليقظة فعلاً قد لا يُعجب أميركا، لكنه سيجعلها تتراجع وتعد للألف قبل أن تُواصل سياسة العبث بأمن واستقرار العالم، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية