تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد 5 سنوات من أوهام «الربيع» و«ديمقراطية» الغرب...فورين آفيرز الأميركية: الحروب مزّقت دول المنطقة وحوّلتها إلى خراب

وكالات - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 23-3-2016
بعد خمس سنوات من بدء ما يسمى بثورات الربيع العربي، لم يبق من تلك الأوهام سوى الواقع الحالي الأليم، فمن رسومات «الجرافيتي» الغاضبة في الأحياء التونسية،

إلى الأحياء التي مزقتها الحرب في سورية ودول المنطقة، خفتت أحلام الأعراب وداعميهم في تأسيس دول تنفذ أوامر السادة الغربيين.‏

صحيفة فورين آفيرز الأميركية وفي تقرير لها بدأت الحديث فيه عن تونس، والتي كانت شرارة انطلاق «الربيع العربي» فيه، تبدو البلاد مهددة حاليا بالانجراف نحو العنف ومثلها ليبيا التي مزقتها الصراعات الداخلية منذ رحيل القذافي، حيث قام هذا الشهر عشرات الإرهابيين التابعين لتنظيم «داعش» باقتحام‏

مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا وتنفيذ أكثر من هجوم متزامن على ثكنة عسكرية ونقاط تابعة للشرطة، في هجوم غير المسبوق وصل عدد ضحايا الحادث إلى 54 شخصاً، كما رصد التقرير العديد من الحوادث الإرهابية في تونس العام الماضي.‏

الصحيفة تناولت الوضع السياسي والشعبي في تونس وقالت إنه لا يختلف عن الوضع الأمني، حيث تشعر أغلب الطبقة المتوسطة في البلاد بعدم الرضا بسبب الاقتصاد المتعثر ومعدلات البطالة المرتفعة، ما أشعل التظاهرات من جديد في أنحاء البلاد، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة حظراً للتجوال استمر من نهاية كانون الثاني ، وحتى مطلع شهر شباط من العام الحالي رداً على الاحتجاجات.‏

وتناولت الصحيفة الأميركية مصر موضحة أن الوضع لا يختلف كثيراً ، ولا سيما بعد أن مهدت الانتخابات «الديمقراطية» لوصول الإخوان المسلمين إلى الحكم البلاد في 2012 ، في وقت تواجه فيه البلاد خطر الهجمات الإرهابية في سيناء.، فضلاً عن أنه وفق التقرير، فالاقتصاد المنهار وتراجع العملة المحلية وتوقف الكثير من الشركات كانت الملامح للفوضى، في وقت تعاني فيه الحكومة حتى الآن في إرضاء الطبقة الفقيرة من المجتمع، والتي تعاني بشدة نتيجة تلك الأزمات.‏

وتقول الصحيفة على الرغم من سوء الأحوال في مصر وتونس، إلا أنها لم تصل لتلك الدرجة التي وصلت إليها ليبيا وسورية واليمن، حيث تعيش تلك الدول حاليا تحت وطأة الحرب الارهابية المدمرة، حيث تحولت ليبيا في نهاية المطاف إلى أكبر قاعدة للسلفية في إفريقيا، وانتشرت في البلاد الكثير من الميليشيات المتحاربة سيئة التنظيم، في وقت لا يبدو فيه اليمن أفضل حالا من ليبيا - بحسب فورين آفيرز- رغم تنازل علي عبد الله صالح عن الحكم في 2011 لصالح نائبه، عبد ربه منصور هادي، لم يستمر هادي في إدارة البلاد، حيث استقال من منصبه في كانون الثاني 2015 ودخلت البلاد في الحرب أيضاً والآن يتعرض اليمن لحرب وحشية من النظام السعودي.‏

وتوضح الصحيفة أن سورية حصدت الحرب الطاحنة فيها أرواح الآلاف وباتت موئلاً للمتطرفين من جميع أنحاء العالم .‏

وأضافت الصحيفة على الولايات المتحدة أن توازن بين أمرين، أولهما جهودها لمكافحة الإرهاب، وثانيهما رغبتها في خلق استقرار سياسي في البلاد كما يرى الكاتب، حيث كان النفوذ المتزايد للجماعات الإرهابية كتنظيم داعش سبباَ في مطالبة الكثيرين بتدخل أميركي لمحاربة النشاط الإرهابي داخل البلاد، في حين أن هناك -على الجانب الآخر- حاجةً ملحةً لخلق مبادرات دبلوماسية وإيجاد حلول سياسية.‏

وختمت الصحيفة: إن قدرة الولايات المتحدة على إحداث تغيير سياسي جذري تبدو محدودةً للغاية، وهو ما رأيناه بعد ما يسمى ثورات الربيع العربي بوضوح. لذلك فالهدف الأساسي يجب أن يكون الحفاظ على الاستقرار والأمن، ومقاومة خطر الإرهاب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية