واضاف كير بيتشينكو في لقاء تم بالتعاون المشترك بين صحيفة (الثورة) ووكالة ريا نوفوستي الروسية بان لقاء الرئيسين الأسد وبوتين المذكور أقر بلاغاً سياسياً تضمن المبادئ التي اتخذتها موسكو ودمشق أساساً للتعامل فيما بينهما كما سويت مسائل اخرى بما فيها مسألة الديون.
واضاف كير بيتشينكو انه قبل شهر جرى اللقاء الثاني بين الزعيمين وتكرس على بحث الأوضاع السياسية المعقدة في الشرق الأوسط وقال بأن الاتصالات بين سورية وروسيا على أعلى مستوى وأن أموراً مشتركة كثيرة في مواقف البلدين.
ورأى كير بيتشينكو ان موسكو تعتبر سورية شريكاً مفصلياً وان آفاق الشراكة السياسية بين البلدين ايجابية تماماً وان التعاون الثنائي في الشؤون السياسية سيزداد فيما يخص الشرق الأوسط.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي أوضح السفير الروسي الجديد بأن آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي فتحت بين البلدين بعد حل المسائل المالية وان شركات روسية تعمل في السوق السورية.
وأشار كير بيتشينكو الى الانطباعات التي تركتها في نفسه وقائع الحياة في سورية وكرم أهلها مؤكداً بانه سيبذل قصارى جهده لدفع العلاقات الروسية السورية الى أقصى حد ممكن والمساهمة في وضع سياسة روسيا حيال الشرق الأوسط موقع التنفيذ.
فقد اعلن سرغي كيربيتشينكو (56 عاما) سفير روسيا الجديد لدى دمشق لوكالة )ريا نوفوستي) قبيل مغادرته موسكو الى الجمهورية العربية السورية انه متحمس جدا لتعيينه في منصبه الجديد.
واشار خصيصا الى الاهمية البالغة للقاء الاول الذي تم على مستوى رئاسة الجمهورية بعد انقطاع طويل, حيث زار الرئيس السوري بشار الأسد موسكو في كانون الثاني .2005
وقال سرغي كيربيتشينكو )آنذاك حلت مسائل هامة كثيرة واقر بلاغ سياسي تضمن المبادئ التي اتخذتها موسكو ودمشق اساسا للتعامل فيما بينهما. كما سويت مسائل اخرى, بما فيها مسألة الديون وتم الاتفاق على تسريع التعاون الاقتصادي الثنائي). واضاف كيربيتشينكو )وقبل شهر, في كانون الاول 2006 جرى اللقاء الثاني بين الزعيمين فلاديمير بوتين وبشار الأسد اثناء زيارة العمل التي قام بها الرئيس السوري الى روسيا, وكرست اساسا للأوضاع السياسية المعقدة التي يواجهها الشرق الاوسط حاليا. وتركز الاهتمام على الوضع في الاراضي الفلسطينية والموقف في العراق والقضايا اللبنانية).
وتابع كيربيتشينكو )يمكن القول باطمئنان ان الاتصالات على اعلى مستوى ساعدت بمزيد من الجلاء والوضوح على تحديد الامكانات المتوفرة لدى روسيا وسورية في العمل على دفع التسوية في الشرق الاوسط سواء في فلسطين ام في العراق ام في لبنان).
ويعتقد كيربيتشينكو ان ثمة امورا مشتركة كثيرة في مواقف البلدين, ولكن لكل بلد خصائصه. فإن سورية متواجدة في خضم مشاكل الشرق الاوسط, فيما تتابع روسيا احداث المنطقة ليس كمراقب غريب بل كمشارك فاعل في جميع العمليات الرامية الى ايجاد حل سلمي لمجمل التناقضات والخلافات والنزاعات القائمة هناك.
ويرى السفير الروسي الجديد لدى دمشق )ان موسكو تعتبر سورية شريكا مفصليا من هذه الناحية, لأن امورا كثيرة في شؤون المنطقة تتوقف عليها تقليديا. وبالطبع التركيز ينصبّ على السبل السلمية للتسوية, والسوريون في الحقيقة والواقع يشاطروننا مواقفنا لدرجة كبيرة. ولذلك فإن آفاق شراكتنا السياسية, باعتقادي, إيجابية تماما, واعتقد ان دور التعاون الثنائي بيننا في الشؤون السياسة سيزداد فيما يخص الشرق الاوسط).
وبخصوص التعاون الثنائي اعرب السفير الروسي الجديد عن تفاؤله مشددا ان سورية كانت منذ خمسينات القرن الماضي من البلدان التي طور الاتحاد السوفييتي ثم روسيا علاقاتهما التجارية والاقتصادية معها على الدوام. وثمة مشاريع اقتصادية غير قليلة شيدت في سورية بدعم واسناد من موسكو.
ويقول كيربيتشينكو )ان تلك المشاريع تشكل نواة البنية التحتية للميادين الاساسية في الاقتصاد السوري: توليد الطاقة ومجمع النفط والغاز. وطبيعي ان تحديث المؤسسات الانتاجية وبناء مؤسسات جديدة من المكونات الهامة لتعاوننا الاقتصادي. وبعد حل المسائل المالية تفتحت آفاق جديدة لاعطاء هذا التعاون دفعة اضافية.
وتعمل عدة شركات روسية ريادية في السوق السورية, وتبدي شركات كثيرة اخرى اهتماما به. وثمة بدايات ومبادرات هامة والسفارة ستبذل قصارى جهدها في الدفع لجهة تنفيذ تلك المشاريع وإنجاحها.
ولا ننسى التعاون العسكري الدفاعي التقليدي الذي يندرج في نسيج علاقاتنا الثنائية. وعمره عشرات السنين. فإن الارساليات العسكرية الروسية تشكل اساسا للقوات المسلحة السورية وان استمرار هذا التعاون عنصر هام للغاية في توازن القوى في الشرق الاوسط.
بديهي ان سورية, شأن اية دولة اخرى, لها مصالح دفاعية مشروعة ولها كل الحق في مطالبة شركائها بمراعاة تلك المصالح).
وردا على سؤال مراسل )ريا نوفوستي) عن اهتمامات كيربيتشينكو وهواياته قال السفير الجديد ان اللغة العربية بالنسبة له مهنة وهواية وانه من المتحمسين لترويجها ودراستها في روسيا. واضاف: )اعتقد ان والدي هما اللذان غرسا في نفسي حب اللغة العربية وآدابها. فالوالد, الله يرحمه, عمل كثيرا في سفارات الاتحاد السوفييتي في مصر وتونس واقطار عربية اخرى. وقد تقابل مع الرئيس جمال عبد الناصر في حينه.
وقال السفير سرغي كيربيتشينكو في الختام: )ان مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي كسفير لروسيا الاتحادية نظرا لتشابك الاحداث في الشرق الاوسط ولتعقد الموقف في المنطقة. وسأبذل قصارى جهدي لحفز ودفع العلاقات الروسية السورية لجهة تطويرها الى اقصى حد ممكن, كما سأساهم بقسطي في وضع سياسة روسيا حيال الشرق الاوسط موضع التنفيذ).