تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«المحفل» الإخواني

نافذة على حدث
الأحد 13-1-2013
منير الموسى

المرحلة الحالية في تصفية الأنظمة والقادة السياسيين المناوئين لنظام العولمة الجديد بدأ دون شك في البلقان في التسعينيات، ثم بتصفية القائد الأفغاني شاه مسعود في بلجيكا عشية أحداث أيلول 2001، والمتابعة باغتيال عرفات

في فلسطين والذي مازال اغتياله يثير الجدل، حيث يقوم القضاء الفرنسي بالتقصي عن الأدلة التي دفنت معه، ثم تصفية صدام حسين ومعمر القذافي، وفي كل الدول التي استهدف قادتها كانت الذرائع واهية، وعلى الرغم من سقوط أولئك القادة على يد سفاحي القرن الحادي والعشرين المتمثلين بالناتو وذيوله وبقيادة الإجرام الأميركي، إلا أن المستهدف الحقيقي في تلك الدول هي الشعوب التي قتل قادتها، وبنظرة شاملة نجد أنها كلها غارقة بالفوضى التي تقودها في الحقيقة هيئة أو مؤسسة تسعى للهيمنة في العالم. وحتى في تونس ومصر استبدل النظامان السياديان المتمثلان بدولتي مؤسسات ليستلم السلطة جزء من المحفل الإخواني الدولي الذي يساهم مع أسياده في الناتو بإغراق البلدان بالفوضى مثلما تغرق ليبيا الجديدة فيها ومحاولة إعادة الفوضى إلى العراق وضرب الإمارات العربية من الداخل عن طريق الإخوان المسلمين. وما يجري اليوم، وحتى في عدة بلدان استراتيجية بالنسبة للقوة العولمية الجديدة، هو ثمرة سياسة الظل المغطاة إعلامياً بالتضليل والخداع، وهي سياسة قاتلة يجب محاربتها والتصدي لها بصحوة ضمير من كل الشعوب تجاه مخاطرها التي تهدد بلدانها في سيادتها واستقلالها وحريتها، ومقاومتها بكل السبل التي تدرأ تصاعد الفوضى، وتمنع قوى الظل من تحقيق مخططاتها ومصالحها في المنطقة التي ستؤدي إلى الذهاب بالعالم إلى الهاوية إن لم تكن هناك صحوة للشعوب.‏

وإذا تفحصنا الدور المشبوه الذي يؤديه الإخوان في سورية فيجب أن نبدأ بفهم العلاقة التاريخية بين الإخوان والامبريالية الغربية. فالمنظمة تأسست عام 1928 على يد حسن البنى تحت شعار شكل من الإسلام السلفي. ومع ذلك ليس من البساطة بمكان أن يخفي الطلاء الديني النيات السياسية للمنظمة كما وضحه مقال لروبرت ديريفوس في صحيفة ماذر جونز، ورد فيه :«زعماء الإخوان مهمتهم محاربة القوميين والحركات التقدمية، ومع ذلك فإن تنظيم الإخوان المسلمين اتجه إلى وضع يدهم بيد الاستعمار البريطاني. وعمل كعميل مخابراتي لبريطانيا بما فيه أنصاره الجدد عمليا الذين غدوا عملاء استخباريين للمخابرات الغربية. ومنذ البداية أيد الإخوان المسلمون التدخل الأجنبي في سورية واعتبروه الحل الوحيد والممكن لحل الأزمة السورية التي افتعلتها دول الاستعمار الجديدة، وفي تشرين الثاني 2011 دعت أيضا تركيا المحكومة من أحد الأحزاب الإخوانية التابعة للمحفل الإخواني الدولي للتدخل في سورية وإقامة مناطق عازلة محمية عبر الأراضي التركية لتحقيق غايات العولمة الغربية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية