تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الانتخابات الإسرائيلية.. والسباق نحو المزيد من التطرف والعنصرية

شؤون سياسية
الأحد 13-1-2013
محرز العلي

تستعد كافة الأحزاب الاسرائيلية لخوض انتخابات الكنيست المقررة 22 الجاري عبر حملات تكشف جنوح هذه الأحزاب نحو مزيد من التطرف للحصول على الأصوات الانتخابية تمهيداً للمشاركة بتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة

سيكون التطرف والغلو والعنصرية من أبرز صفاتها مستغلة بذلك انزلاق المجتمع الاسرائيلي نحو التطرف الديني لخدمة أغراضها الانتخابية.‏

التطرف الاسرائيلي بات واضحاً لكل ذي بصر وبصيرة حيث يظهر جلياً في تصريحات مسؤولي الأحزاب اليسارية واليمينية والتي ارتدت جميعها ثوب التطرف لتتحدث عن أن المسجد الأقصى والقدس جزء من الكيان الاسرائيلي ويتبعه تسابق نحو تدنيس المسجد الأقصى عبر الاقتحامات المتواصلة من قبل بعض المتطرفين الطامعين في الحصول على أصوات المتطرفين الدينيين اليهود بالاضافة الى إعلان المرشحين عن دعم لبناء المزيد من المستوطنات ورفض أوامر جيش الاحتلال بشأن إخلاء بعض البؤر الاستيطانية العشوائية ما يعني أن كافة الأحزاب في الكيان الصهيوني تستخدم معاداة الفلسطينيين وتدنيس المسجد الأقصى وتكثيف الاستيطان في الحملات الانتخابية لاستمالة أصوات الناخبين الاسرائيليين ولاسيما المتطرفين منهم.‏

وما يشير بوضوح إلى المغالاة في التطرف واستخدام دور العبادة والأماكن الدينية التي تحظى بقدسية لدى الفلسطينيين في الحملات الانتخابية الاسرائيلية ما قام به موشيه فايجلين وهو أحد قيادات حزب الليكود حيث أقدم على اقتحام المسجد الأقصى الأسبوع الماضي برفقة عدد من الحاخامات والمستوطنين ومحاولة تأدية بعض الشعائر التلمودية والتوراتية في المسجد الأقصى وذلك بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الاسرائيلي ضارباً عرض الحائط بالمعايير الدولية الخاصة بالانتخابات والتي تعتبر استخدام دور العبادة والأماكن الدينية في الانتخابات من جرائم الانتخابات وفي هذا السياق قال الخبير الفلسطيني في الانتخابات الدكتور طالب عوض إن المعايير الدولية تحظر على أي جهة استخدام دور العبادة والأماكن الدينية لأغراض انتخابية.‏

وقال عوض إن ما تقوم به بعض الجهات والأحزاب الاسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى أمر مخالف للأسس والمعايير الدولية لتنظيم الانتخابات مؤكداً تورط أحزاب وشخصيات اسرائيلية في ممارسة هذه الخروقات لتحقيق مكاسب انتخابية.‏

كما أن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أكدت هذه الخروقات بالقول إن استهداف المسجد الأقصى بمخططات التقسيم والتهويد والدعوات لاقتحامه وإقامة الشعائر التلمودية تأخذ خطاً بارزاً في سياق الانتخابات الاسرائيلية مؤكدة أن هناك ثلاث شخصيات في حزب الليكود يتنافسون على مقعد في قائمة الليكود أطلق كل واحد منهم حملة دعائية تضمنت بشكل لافت سعيه لتحقيق وعوده المستقبلية بتطبيق صلاة اليهود في المسجد الأقصى الأمر الذي يشير إلى أن تدنيس الأقصى من أبرز سمات الحملات الانتخابية لمعظم الأحزاب الاسرائيلية.‏

إن استخدام دور العبادة ولاسيما المسجد الأقصى في الحملات الانتخابية الاسرائيلية ليس إلا جزءاً من الحملة المسعورة التي تشنها الأحزاب الاسرائيلية حيث يترافق ذلك مع إظهار حالة العداء للفلسطينيين عبر التضييق على السكان والمطالبة بتكثيف الاستيطان ورصد الميزانيات لذلك ومصادرة الأراضي الفلسطينية بالضفة والقدس المحتلة لتظهر بذلك بوصلة المرحلة القادمة للحكومة الاسرائيلية الجديدة وفي هذا السياق صرح أحد كبار مسؤولي التحالف (الليكود بيتنا) على البناء في منطقة E1 في هذا الوقت بالذات هو جزء من الحملة الانتخابية من أجل استقطاب المواقف قبل الانتخابات بينما أكدت تصريحات زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفتش تطرفها ومنافستها لبقية الأحزاب الاسرائيلية في الحصول على أكبر قدر ممكن من الأصوات عبر مطالبتها بعدم المس بموازنة الاستيطان حتى فيما يتعلق بتلك البؤر الاستيطانية العشوائية.‏

وفي هذا السياق والتوجه نحو المزيد من التطرف والعنصرية فقد أطلق يائير لبيد زعيم حزب /يش عتيد/ حملته الانتخابية من مستوطنة/ أرائيل/ مايشير بوضوح إلى أن كافة الأحزاب الاسرائيلية تنتهج سياسة تميل للجنوح نحو اليمين المتطرف لخطب ود المستوطنين وإرضاء للمتطرفين الذي يطالبون بتكثيف الاستيطان وهدم المسجد الأقصى ومعاداة الفلسطينيين.‏

مما سبق نستنتج أن المزاد الانتخابي الاسرائيلي لم يخرج عن دائرة أجندات العدوان والتطرف والغلو و العنصرية وذلك في محاولة من كافة الأحزاب الاسرائيلية لكسب المزيد من أصوات المستوطنين ولذلك أياً كان رئيس الحكومة الاسرائيلية المقبل نتنياهو المرشح حسب استطلاعات الرأي للحصول على نسبة كبيرة من الأصوات أو غيره فإننا أمام سياسة اسرائيلية مستقبلية لن نكون أحسن حالاً من السياسة الحالية القائمة على القتل والعدوان والاستيطان ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وعدم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بالإضافة إلى قرع طبول الحرب في المنطقة واشاعة جو من التوتر وعدم الاستقرار وهذا يتطلب من المراهنين على تغيير في سياسة العدو إعادة حساباتهم الخاطئة وكما يتطلب من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية التنبه لخطورة المرحلة التالية الانتخابات الاسرائيلية والعمل على توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات التي تفرضها نتائج تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي تحمل معها مزيداً من التطرف والمخططات العدوانية.‏

mohrzali@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية