تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يوسف الشاروني: دور المثقف أصبح هامشياً رغم محاولات التغيير

فضاءات ثقافية
الأحد 13-1-2013
يوسف الشاروني واحد من رواد الأدب في مصر، صدرت له العديد من المجموعات القصصية منها: العشاق الخمسة 1954، والزحام 1969، وحلاوة الروح 1971، ومطاردة منتصف الليل 1973، والأم والوحش 1982، الكراسي الموسيقية 1990.

وصدرت أقاصيصه في مجموعات قصصية الكاملة خلال عامي 1992و1993، إضافة إلى «القاهرة: الضحك حتى البكاء» 1997، وأجداد وأحفاد 2005، ونشر روايته الغرق سنة 2006. حصل الشاروني على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ونال جائزة الكاتب العربي عام 2011.‏

تعددت إبداعات يوسف الشاروني ما بين القصة القصيرة، والنقد والترجمة، والرواية. وقدم أكثر من خمسين كتاباً دافع فيها عن التراث الأدبي العربي، وناقش ضمنها أغلب المناهج النقدية. كان آخرها كتاب «الحكاية في التراث العربي» الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر، رد فيه على كل من يرغبون في محو هوية التراث الأدبي والشعب العربي. من حوار أجري معه مؤخراً نقتطف ما يلي:‏

•صدر لك مؤخراً عن المجلس الأعلى للثقافة كتاب «الحكاية في التراث العربي»، وقد أعدت نشر بعض القصص التي نشرتها من قبل، فلماذا قررت نشرها مرة أخرى؟‏

•• أصدرت هذا الكتاب؛ للرد على الذين يقولون إن العقلية العربية لا تعرف القصة والأدب، وأن بعض الأدباء العرب لا يعرفون الدراما، لذلك قررت إصدار كتاب يشمل أعمالي الأدبية على مدار خمسين عاماً ويضم أعمالاً تراثية، وتحدثت فيه عن تسعة أشكال للقصص الشعبي، واهتممت بالنص الديني الخبري في قصة «الحب العذري»، والقصة الخبرية لها أصل واقعي، وتسمح بالحذف والإضافة، وهي على عكس الفنتازيا مثل «ألف ليلة وليلة»، وقصص الأمثال والحيوان، والقصص الفلسفية «قصة بن مزار»، والسير الشعبية «عنترة، الظاهر بيبرس»، و«نوادر جحا، قرقوش، أبو نواس».‏

وفي أول عنوان للكتاب «كيف يتخلص البطل» تحدثت عن كيفية الخلاص داخل القصص العربية، فقد يكون الخلاص في الحب «قصة علي الزيبق» عن طريق قوى خارقة، أو بتدبير وتفكير عقلي مثل قصة شكاوى الحيوان من ظلم الإنسان المشهورة ب «إخوان الصفا»، حيث ذهب البشر إلى مملكة الحيوانات عندما تحطمت سفينتهم، فاستغل البشر الحيوانات، فاشتكت الحيوانات لملكهم من البشر، فأمر الملك بعمل محاكمة قارن فيها بين ميزات البشر والحيوان.‏

• لماذا اتجهت في أغلب أعمالك القصصية إلى تصوير سلبيات المجتمع؟‏

•• بالفعل أردت إظهار السلبيات، وبكشفي لتلك السلبيات أعطيت إنذاراً، وتنبأت بقضايا مهمة قبل حدوثها، وبعد نشر رواياتي ظهرت تلك القضايا كما عرفتها قبل حدوثها، ففي رواية «العشاق الخمسة» 1984 أطلقت إنذاراً بهجوم العدو علينا من خلال الأسلوب التعبيري الداخلي للإنسان وليس الخارجي.‏

وفي قصة «الزحام» التي نشرت في كانون الثاني 1952 تنبأت بثورة يوليو، من خلال الساعي الذي يعمل في مكتب حكومي، وهو فقير جداً يذهب إلى الإسكافي ليصلح حذاءه مرات كثيرة، ليخبره الإسكافي أن الحذاء لايمكن إصلاحه مرة أخرى، وبعد ستة أشهر تغير الحذاء وتأتي الثورة لتغير الأوضاع.‏

ونفس الشيء حدث مع نكسة 76 في قصة «نظرية الجلدة الفاسدة»، فشبهت الإهمال في جلدة الصنبور بالإهمال في المجتمع، وفي نهاية القصة وجهت رسالة دعوت فيها إلى ضرورة تنظيم المجتمع في كل قطاعاته لتلافي الهزيمة، أما قبل الانتصار الجزئي في 73 تنبأت بقصة «الأم والوحش»، فالأم هي بلدنا والوحش هو العدو الإسرائيلي الذي يرغب في قتل أبنائها، فدافعت عنهم بفرع شجرة جميز، فالتهم الوحش ثلاثة أصابع من يدها، ولكنها قاومت من أجل أطفالها وبعدها حدث نصر أكتوبر 1973.‏

• كيف تنظر لدور المثقف العربي اليوم؟‏

•• أعترف بأن دور المثقف في الوقت الراهن أصبح دوراً هامشياً، ورغم محاولات التعبير التي يقوم بها هذا المثقف إلا أنه فشل في التغيير لعدة أسباب أهمها سيطرة ثقافة الصورة على مجريات العصر مما وضع القراءة في منطقة محدودة.‏

وبالاطلاع على مختلف المطبوعات من صحف ومجلات وكتب سنجد أن هناك محاولات عديدة لوضع حلول لكثير من أزماتنا المعاصرة، وأهمها الفراغ الفكري والروحي الذي يعاني منه الجيل الجديد، إلا أن كل ذلك لا يتعدى كونه مجرد كلام في ظل الانفصال الحاد بين الشباب وهذه المطبوعات.‏

هذا في الوقت الذي تملأ فيه وسائل الإعلام الأخرى «المرئية والمسموعة» عقول الشباب بمواد تدغدغ مشاعرهم وتساهم في سلبيتهم، حيث تفرد هذه القنوات ساعات إرسالها لمواد لا قيمة لها، ولا تتيح فرصة للمثقفين أن يصلوا إلى المتلقين لا بعرض موادهم الجيدة فحسب, بل وبحديثهم أيضاً، مما جعل هناك فجوة تتسع يوماً بعد يوم بين المثقفين والشباب، ودور المثقف هو التوجيه، وهو قادر على ذلك لكن مشكلته أصبحت: كيف يصل بصوته إلى الآخرين؟! وحتى إذا تجاوزنا فكرة التواصل ووصلنا إلى أن المثقف قدم من الحلول الكثير للخروج من مآزق السلبية المسيطرة على التفكير اليوم، وقدم هذا المثقف إجابات على العديد من الأسئلة الشائكة وحدد مواضع الأزمة.. هل بعد كل هذا سيؤخذ برأيه أم أن كل ذلك سيتحول إلى مجموعة من النظريات؟ فهناك أزمة أكبر، وهي تلك الفجوة المتسعة بين النظرية والتطبيق!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية