تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسواق السيارات في أوروبا تختتم عامها على كوابيس

اقتصاد عربي دولي
الأحد 13-1-2013
إعداد- بشار الحجلي

ألقت أزمة الديون السيادية بثقلها على أسواق السيارات الأوربية, التي شهدت تراجعا ملموسا أطلق شرارة القلق على مستقبل هذه الاسواق, في ظل مقدمات تكشف عن صور متعددة للانهيار الاقتصادي الذي بدأت ملامحه بالظهور

في العديد من الدول الأوروبية, التي باتت تعاني اضطرابات واسعة سببتها أزمة البطالة وغيرها من الأسباب المهمة, التي تتمثل في تراجع الدخل وخفض ساعات العمل في العديد من المجالات إضافة إلى القلق حيال المستقبل.‏

وعليه فقد كشف تقرير إحصائي صادر عن مؤسسة «آتشيا «متعددة الخدمات إن عدد السيارات التي تم تسجيلها في تشرين الثاني الماضي في أوروبا تجاوز التسعمائة وستة وعشرين ألفا أي بانخفاض بنسبة 10 % على أساس سنوي .‏

وأضاف التقرير أنه منذ بداية العام الماضي بلغت مبيعات السيارات أحد عشر مليونا ومائتين وخمسة وخمسين ألفا أي بانخفاض بنسبة 7,5 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي مشيراً إلى أنها المعطيات الأسوأ منذ عام 1993.‏

حملات تسريح‏

يذكر أن سوق السيارات الأوروبية تعاني تراجعا منذ أشهر تأثر بأزمة الديون السيادية في مجموعة دول اليورو ولاسيما في السوق الإيطالية والإسبانية، وقد وصلت آثار هذه الأزمة في الوقت الراهن إلى السوق الألمانية حيث اضطرت شركات مثل بيجو وستروين الفرنسية وشركة فورد الأمريكية إلى إغلاق مصانع في ظل هذه الأزمة. وبينما وصفت الصحف البلجيكية العام المنصرم 2012 بأنه الأسوأ لمبيعات السيارات في أوروبا، سجلت مبيعات السيارات تراجعا في فرنسا، إسبانيا وإيطاليا في العام الماضي، لتصل إلى أدنى معدل منذ 33 عاما.‏

بوابة الإنقاذ‏

من وجهة نظر الكثير من المراقبين تبرز هناك خشية واضحة من أن يدفع هذا التراجع وإقدام كبرى الشركات المنتجة للسيارات في أوروبا على إغلاق مصانعها أن يقود الغضب آلاف العمال المسرحين إلى الشوارع في تعبير عن تفاقم الأزمة وتأثيراتها المباشرة عليهم الأمر الذي يهدد استقرار الدول الأوروبية التي تشهد اليوم الكثير من الاضطرابات بفعل تدني الظروف الاقتصادية فيها .‏

وأمام ما تقدم يتطلع منتجو السيارات الأوروبية عموما إلى أسواق الخليج التي تشكل الضمانات الأكبر للانقاذ، ففي كل مرة يواجه فيها الاقتصاد الأوربي موجات قوية من التحديات يبادر عربان الخليج للعب دور المنقذ والأداة التي تمثل معابر النجاة ، حيث تتوجه الأنظار لعقد الصفقات الكبيرة تحت الكثير من المسميات, مشكلة جدران الحماية من أي بوادر للانهيار، ففي السعودية وحدها شكلت المعارض الدولية للسيارات الأوروبية أحد أهم بوابات الإنقاذ لهذه الصناعة بسبب ان الانماط الاستهلاكية لمواطنيها يجعل منها سوقا منقذا من الكساد لهذه الصناعة ,حيث تقدر قيمة مبيعات الشركات الغربية والآسيوية فيها ما يزيد على 2.5 مليار دولار أمريكي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية