تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سيناريوهات متشائمة لأزمة اليورو

اقتصاد عربي دولي
الأحد 13-1-2013
إعداد- قاسم البريدي

كيف هو الحال عام 2013 بالنسبة للإتحاد الأوروبي؟ هل ستنتهي أزمة الديون السيادية بمنطقة اليورو ، أم ستستمر على مدار السنة، بل ربما تتدهور من جديد؟ إنها أسئلة مهمة للغاية ليس بالنسبة للمزيد من التنمية في الاتحاد الأوروبي فقط، بل سوف تؤثر على أداء الاقتصاد العالمي.

عوامل خارجية‏

ولئن كان الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إصلاحات داخلية حاسمة،فهناك عاملان سياسيان خارجيان يشكلان أهمية مركزية بالنسبة لآفاق الاتحاد هذا العام.الأول يتلخص في الهاوية المالية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها،والتي قد تعيدها إلى الركود القاسي، مع كل ما قد يترتب على ذلك بالنسبة للاقتصاد العالمي، وبالتالي أوروبا.والثاني يتمثل في احتمالات اندلاع حرب في الخليج، بذريعة مواجهة برنامج ايران النووي، والتي قد تسفر عن ارتفاع حاد في أسعار الطاقة العالمية.‏

وهذان الاحتمالان قد يؤديا إلى تفاقم الأزمة في أوروبا إلى حد كبير، ذلك لأن ارتفاع تكاليف النفط إلى عنان السماء أو عودة الولايات المتحدة إلى الركود من شأنه أن يلحق الضرر حتى بالاقتصاديات القوية في شمال أوروبا، ناهيك عن الدول المتعثرة بالفعل في جنوبها.‏

الجانب الغائب‏

ولئن كان ظاهر الأزمة في أوروبا اقتصاديا ؛ فإنها في واقع الأمر سياسية في الصميم، فهي تفتقر إلى الإطار السياسي - الدولة- لاحتواء اتحادها النقدي، وما يلزم من رؤية وزعامة لخلق ذلك الإطار.‏

ومنذ اندلاع الأزمة الأوروبية عام 2009، شهد الاتحاد الأوروبي تغيرات هائلة على الطريق نحو إنشاء اتحاد مصرفي، وربما يعقبه تأسيس اتحاد مالي، وصولا إلى إنشاء اتحاد سياسي حقيقي مستقبلا قادر على صناعة القرار,لكن هذه الخطوات لم تأتِ كجزء من إستراتيجية واضحة وهنا تكمن المشكلة.‏

ألمانيا والمركزي‏

ومع اقتناع اللاعبين الأساسيين في منطقة اليورو ظاهريا بأنهم خرجوا من المأزق، فإن ضيق الأفق على المستوى الوطني بدأ يعود إلى الحياة الأوروبية، وتبدو الرغبة في التغيير وكأنها في انحسار فالمستشارة الألمانية ميركل تريد أن يعاد انتخابها عام 2013، وتبدو راضية بترك مسألة أوروبا إلى وقت لاحق.وهذا يعني إهدار ثلاثة أرباع العام بلا عمل فاعل لألمانيا اللاعب الأقوى أوروبيا وبالتالي فإن الاتحاد الاوربي سيراوح في مكانه دون إحراز أي تقدم هذا العام .‏

وبالمقابل يستمر البنك المركزي الأوروبي،كمؤسسة وحيدة بين مؤسسات الاتحاد النقدي القادرة على العمل حقا، ومع ذلك فإن سلطته لا تشكل أكثر من بديل تكنوقراطي لمؤسسات منطقة اليورو السياسية الديمقراطية الغائبة وهذا سوف يظل يمثل مشكلة متنامية هذا العام.وهكذافلا الهيمنة الألمانية على الاتحاد ولا دور البنك المركزي الأوروبي يفيدان في ظل غياب إطار سياسي أشمل, مما يزيد من التفكك الأوروبي.‏

إصلاحات مؤلمة‏

أما فرنسا اللاعب القوي الآخر فسوف يكون 2013عاما مصيريا بالنسبة لها، و تدرك حكومتها أنها في غياب الإصلاحات المؤلمة قد يكون مصيرها مؤلماً؛ والسؤال المطروح هنا هل بوسعها تنفيذها أم لا؟والإجابة لن تحدد مستقبل الرئيس فرانسوا هولاند السياسي فحسب، بل أيضا مستقبل الاتحاد الأوروبي، لأن التغلب على أزمة أوروبا أمر في حكم المستحيل في غياب الترادف القوي بين ألمانيا وفرنسا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية