تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجادت الطبيعة برحمتها

مجتمع
الأحد 13-1-2013
غصون سليمان

لا تقنطوا من رحمة الله...

اشتدي أزمة تنفرجي‏‏

خطاب الكرامة لسيد الوطن‏‏

دماء الشهداء فاضت رحمة وكرامة وعطراً‏‏

خاصاً في فضاء سورية، جادت الطبيعة‏‏

بعطائها فانهمر المطر كالمدرار،‏‏

وهطلت الثلوج بكثافة وسماكة لافتين،‏‏

شمخت الأشجار بعد أن نفضت عن كاهلها‏‏

رائحة البارود الأسود القادم من بيوت‏‏

الشياطين، وأبعدت عنها هم العطش والغبار،‏‏

وتباهت باكتسائها حلة جديدة تزورها كل شتاء...‏‏

أفرح الأبيض قلوب السوريين...‏‏

وأدخل البهجة إلى أسارير الأطفال.‏‏

خرج الناس في كل المناطق التي تشهد هذا الخير‏‏

متحدين صقيع الربيع العربي الدموي، ليجدوا‏‏

دفء البرد والثلج الذي اعتدنا عليه في أيامنا هذه.‏‏

للطبيعة حياتها وفلسفتها وحسابها الخاص كما لكل عنصر من عناصرها حين يغضب لم يبق ولم يذر.‏‏

أبكرت ثلجة الشتاء لهذا العام وبهذه الكثافة على دمشق خاصة وبقية المحافظات عامة، هي عنوان ومضمون للأرض، للفلاح الذي ينتظر نثر البذار في البراري وأراضي الوطن للمجتمع والدولة بمؤسساتها المعنية، والتي يتم تجميع هذا الخير في سدودها ومخازينها وبواطن التربة بالنسب الكافية من المياه والتي بدورها ومن خلالها يتم تشغيل العنفات ومحطات توليد الكهرباء على الطاقة المائية على اعتبار أنّ المحروقات تعاني أزمة اللصوصية وقطاع الطرق من مجموع السارقين والمارقين عن كل قيم الحق والأخلاق.. والانتماء والمواطنة.‏‏

أيام سورية القادمة بيضاء كما بياض الثلج ولون العلم.‏‏

مستقبل سورية هو مستقبل الخير والعطاء لأبنائها وأجيالها.. وموسمها الدائم حصاد الكرامة التي من أجلها روى الشرفاء من أبناء الوطن عمقها وبعدها وتاجها ببذل الأرواح والدماء والدموع وكل ما يملكون..‏‏

شتاء سورية اليوم يختلف عن سابقه من الشتاءات الفائتة لسنوات خلت بالنسبة لدرجات المنسوب العام، فقطرات الماء القادمة من أعالي السماء والزائرة أديم الأرض قد امتزجت بقطرات الدماء النازفة من أجساد السوريين الذين أخلصوا لحرمة هذا الوطن وشرف كبريائه، ليجعلوا من ربيع سورية، ربيع الانتصار والبناء، ودحر الإرهاب والإجرام والمرتزقة، وكل من تم استئجاره للعبث بهذا الكيان الصامد المقاوم العزيز.‏‏

السوريون جادوا بالغالي والنفيس‏‏

والطبيعة جادت برحمتها على كل الكائنات..‏‏

فهل يتعظ من جفت قلوبهم من الحياء‏‏

وقحلت غريزتهم إلاّ من رائحة الدم وتقطيع الأوصال...؟!‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية