تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قبل أن تدخلوا الغيبوبة الفكرية..

مجتمع
الأحد 13-1-2013
غــانــم مــحــمــد

عندما يعمي الكذب آفاق البعض فمن الطبيعي أن يروا الأشياء بالمقلوب هذا إن رأوها من الأساس..

نفضنا عن حزننا ذكريات عامين مضيا بكل ما فيهما من قسوة، توضأنا باسم الله وبالرغبة الأكيدة بنيل مرضاته،‏‏

وشرّعنا نوافذنا للضوء الذي يطهّر قناعاتنا مما علق فيها من عكر وتشويش، وطلبنا من الله تعالى الأمن والأمان لنا ولكل من يقصد سورية بقلب مؤمن وعقل نيّر..‏‏

يصرّون على أن النزاع في سورية هو نزاع طائفي، فيتباكون على «أقليات» لم نتعامل وفق مفهومها في يوم من الأيام ولن نتعامل بهذا المرض أبداً، وينسون أن أجراس الكنائس تسبق آذان الجوامع عندما نزفّ للعلياء كلّ شهيد، وينسون أن الدم السوري امتزج دفاعاً عن سورية بغض النظر عن طائفة باذله..‏‏

يعيشون غيبوبة فكرية ومعرفية ويريدوننا أن ننزلق لها ولن نفعل.. من يكذب ويعلم أنه يكذب ويصدّق كذبه ويريد من الآخرين أن يصدقوا كذبه هو في حالة أصعب من الغيبوبة، ومن يتعامى عن قراءة ما هو واضح وجلي ويصرّ على أنّ سورية ستسقط لا محالة ولا يخجل من نفسه أو ممن يوجه لهم كلامه فإنه أقرب للموت منه للحياة..‏‏

يتحدّثون بما يتمنونه ويوهمون أنفسهم به وهم متأكدون أن لا أحداً يسمعهم أو يلتفت لخطابهم...‏‏

أما رأيتم على شاشتنا الوطنية كيف زيّن أطفال حماة شجرة عيد الميلاد بصور آبائهم الشهداء أم أن وهج الحقيقة السورية يعمي أبصارهم؟‏‏

أما تابعتم أبناءنا وهم يستعدون ويتوجهون إلى امتحاناتهم الفصلية الأولى بكل همة وإصرار غير آبهين بتفجيراتهم وبنعيق أصواتهم..‏‏

آلمنا الإرهاب وأوجعنا، عكّر العنف صفو حياتنا وعدّل بعض عاداتنا، فإن كان ألمنا ووجعنا نصراً لكم فأنتم “منتصرون” وإن كان قتل الأطفال بطولة فأنتم “أبطال” أما غير ذلك فماذا فعلتم؟‏‏

ما زالت وجهتنا نحو الكرامة ولن تتغيّر، وما زالت حياتنا بالشمم وبالقيم التي فُطرنا عليها ولن نغيّرها، وما زلنا نزفّ شهداءنا ونتقبّل التهاني بشهادتهم ولم ولن نملّ ولن يضعفنا فقدُ الأحبة رغم حزننا الكبير على خسارتهم..‏‏

“ثورتكم” المزعومة هل زرعت شجرة أو هل أشادت فرناً وهل أهدت أي يائس فرصة بالعيش أو بما هو جميل؟‏‏

نتحدث ببساطتنا وعلى “ قدّ فهمنا” فلا ينطق اللسان إلا بما فيه خير الجميع حتى من أخطأ شرط توبته وعودته عن غيّه، ومن يحب الحياة يردها له ولغيره، ومن يُشَلّ تفكيره لا يرى إلا شلله وعاهته فيتصرف على هذا الأساس!‏‏

من دخل مرحلة الغيبوبة الفكرية والأخلاقية لا أمل يرتجى منه أو فيه أما الذين لا زالوا يحتفظون بشيء من وطنيتهم ومن إيمانهم بأننا شعب واحد ولا نستطيع العيش إلا معاً فمرحباً بهم على الدوام بيننا نتقاسم مهم الهمّ والاهتمام وننقّي معهم أرواحنا من كلّ شيء إلا من الحب الذي جبلها وغمرها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية