انتشرت في جهات الأرض الأربع أطلقت على نفسها « مجموعات الهاكرز» ، فطالما تبجح هؤلاء القادة بأن كيانهم هو الأكثر تطوراً في منظومات التقنية والمعلوماتية وإنه الأكثر حصانة في العالم في وجه الاختراقات.
فبرغم ذلك كله اضحت اسرائيل مكشوفة تماما امام مجموعات معادية ومتعاطفة مع قضية الشعب الفلسطيني الامر الذي دفع رئيس قسم البحث العلمي في وزارة الدفاع للقول باننا اصبحنا مكشوفين امام مجموعات معادية منتشرة في العالم وتبث من مواقع مختلفة كل انواع الكراهية والحرب النفسية ضد اسرائيل.
سقوط القبة الحديدية الالكترونية
بالرغم من التكتم الشديد الذي تمارسه وسائل الإعلام الاسرائيلية عامة والصحافة على وجه الخصوص حول هذا الموضوع ، الا ان كثيراً من التسريبات بدأت تظهر في بعض الصحف حول مثل هذه الحرب وخطورتها الشديدة على اسرائيل وامنها بحسب يديعوت احرونوت، فقد كشفت بعض المصادر المقربة من مكتب نتنياهو، بأنه أصدر أوامره قبل عام لإنشاء منظومة حماية الكترونية في مواجهة الاختراقات أطلق عليها « القبة الحديدية الالكترونية» وكشفت هذه المصادر ان بعض مجموعات الهاكرز كانت قد اخترقت قبل عام منظومات الصواريخ في مدن عسقلان وبئر السبع وديمونا حيث اطلقت صفارات الانذار اكثر من مرة في هذه المدن الامر الذي اضطر سكانها للنزول الى الملاجئ. اما هذه الهجمة الجديدة التي شاركت فيها مجموعات من اسيا وشمال افريقيا والعالم العربي وامريكا اللاتينية فقد استهدفت اكثر المواقع حساسية وخطورة مثل مكتب رئيس الوزراء وموقع الموساد الذي تم اختراقها وسحب الكثير من الاسرار مثل اسماء اكثر من سبعة عشر الف عميل للموساد وحوالي اسماء حوالي ثلاثين الف عامل، وكذلك وزارة الدفاع والمالية والتجارة والصناعة والشرطة والبورصة والكثير من الحسابات الشخصية على المواقع وعشرات الاف الواقع الالكترونية الاخرى وتدميرها بالكامل وبذلك استطاعت هذه المجموعات ان تسقط « القبة الحديدية الالكترونية» بالرغم مما كشفته هآرتس من ان السلطات كانت على علم بهذه الهجمة وانها استعدت لها .ومن المعروف ان اسرائيل تعتمد على الشبكة الالكترونية في جميع الامور التي تخص المعاملات الخاصة والعامة والاهم من ذلك تهديد هذه المجموعات بمحو اسرائيل عن الخريطة الالكترونية في العالم.
خسائر اقتصادية ومعنوية
المثير في هذه الهجمة ان مجموعات الهاكرز قد اتبعت اسلوبا تقنيا يقوم على مفاهيم متطورة من علم النفس واكثرها تاثيرا على سيكولوجية اليهودي عامة والاسرائيلي خاصة وكم كانت دهشة الاسرائيليين كبيرة عندما كانت تشاهد على الصفحة الرئيسية للموساد صورة المجاهد الكبير« عماد مغنية» وعلى الكثير من المواقع الاخرى صورا لاسرى فلسطينيين وصفه احد الاسرائيليين بانه الاكثر تأثيراً من الناحية النفسية ، ناهيك عن الاناشيد الوطنية التي تمس وجدان المستوطنين الذين كان لهم النصيب الاكبر في هذه الهجمة ، اما على الصعيد الاقتضادي أشارت مصادر اقتصادية لم تشأ كشف اسمها كشفت بان الخسائر الاقتصادية الاولية كبيرة قدرت بنحو ثلاثة ملايين دولار في الساعات الاولى من الهجوم اضافة الى التراجع الكبير الذي اصاب بورصة تل ابيب الى جانب التكتم الشديد من قبل الكثير من المؤسسات الاقتصادية حول الخسائر الكبيرة الناجمة عن هذا الهجوم لما يحمله من اثار سلبية على هذه المؤسسات بشكل عام ،ويفيد مراسل معاريف الاقتصادي ان كثيرا من المؤسسات الاقتصادية الهامة قد تاثرت كثيرا « بعمليات قرصنة الهاكرز» واذا ما استمرت مثل هذه الهجمات فانها ستدفع بهذه المؤسسات بتغيير اسلوب عملها بالرغم من الحماية والرقابة المحكمة لهذه المؤسسات وبرغم الاستعانة الواسعة بشركات التقنية والمعلومات في فرنسا وامريكا لمواجهة هذا النوع من الحروب.
على العموم ، فإن لمثل هذه الحرب بحسب اسرائيل اليوم ، جانبها السياسي الذي لايقل اهمية عن بقية الجوانب الامنية والاقتصادية والمعنوية ، فقد اظهرت هذه الهجمة مدى العزلة السياسية التي تحيط باسرائيل من قبل الكثير من الشعوب من جميع القارات ، ومدى التعاطف الاكيد التي تبديه هذه الشعوب تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته وبقية القضايا العربية، والتدقيق في الشعارات التي رفعتها مجموعات الهاكرز تدلل ايضا على الوعي الكبير لهذه الشعوب لبشاعة اسرائيل وعنصريتها.