تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


روائـع فنـــون حضـــارة الإنـكــــا..أمـــام الجمهـــور لأول مــرة

 عن مجلة لو بوان
فضاءات ثقافية
الأحد 14-4-2013
ترجمة: دلال ابراهيم

لم تندثر فنون حضارة الهنود الحمر مع اندثار حضارة الأنكا. ولأول مرة في التاريخ تُعرض الآن في أحد المتاحف حيوية هذه الفنون العائدة للعصر الاستعماري والعصر الحديث. وضمن هذا الإطار, لا نجافي الحقيقة إن قلنا إن تلك المجوهرات المكتشفة عام 1987

في حرم سيبان (الواقع في منطقة لامبايسك في شمال البيرو) تفوق في جمالها وروعتها تلك الكنوز الفنية المكتشفة من قبل عالم الآثار الألماني هاينريش شليمان في طروادة. وإن أردنا الذهاب بعيداً في المقارنة نقول إن أهميتهم أكبر من أهمية المجوهرات التي وجدها هاورد كارتر في قبر توت عنخ أمون, الذي لم يمس.‏

ليس في وسع عالم الآثار المختص بتراث وآثار حضارة الأنديز والتر ألفا سوى الدفاع عن عالم تلاشى مع موت الأنكا اتاهوالبا على يد بيزارو عام 1533. وفي الواقع يحمل عمله أهدافاً حالية, حيث يشارك في معرض مونتريال بالعديد من القطع التي تكشف مدى جمالية الكنوز القديمة جنباً إلى جنب مع لوحات محلية من العصر الاستعماري والحديث. ويؤيد هذا الخبير ذو الشهرة العالمية مقولة استمرارية الفنون في بلاده.‏

ويرى والتر ألفا أنه وبالرغم من المآسي والآلام التي نتجت عن سياسة (أسبنة) البلاد بالقوة, فإن روح السكان الأصليين للبلاد لم تنطفأ بالمطلق وبقيت مشعة. وفي الحقيقة نلاحظ من خلال الأعمال المعروضة في المعرض والبالغ عددها 370 عملاً أن الهوية القديمة للبلاد قد سمت فوق العصور. بقيت رغم الغزو الاستعماري وانتشار الأوبئة والتحول الديني والثورة الصناعية والنهب والاتجار بالقطع التي تعود إلى مجتمعات تعتبر موغلة في القدم أكثر بكثير من مجتمعات ماشو بيتشو, المدينة التي حير لغزها العلماء, جميعها لم تستطع اجتثاث روح الأنديز. ومنذ القرن السابع عشر بدأنا نشهد الخلط في اللوحات, وصارت بعض المراسم, على غرار مرسم مدينة كوزكو تضم رسامين من سكان البلاد الأصليين. هؤلاء ولو أن أسماءهم بقيت مجهولة, إلا أنهم تركوا بصماتهم في الأسلوب على الكنائس وأماكن أخرى. وفي الأماكن الخاصة بهم لا نرى أي صورة لثور أو حمار, فقط يصورون اللاما, بينما يغطون عذراواتهم بالأزهار الغريبة الأنواع.‏

وفيما بعد- قبل القرن العشرين- أحيا تيار فني كبير من سكان البلاد الأصليين أساطير ما قبل الغزو الاسباني للبلاد. وقد عبروا عن ذلك من خلال لوحات هجينة وتزيينات جدارية ذات دوافع اجتماعية, فنون غرافية وهندسة معمارية من فن التصميم الهندسي الحديث. والأسباب هي من أجل جعلها صدى لتلك المجموعات التي عثر عليها من قبل علماء الآثار الأوائل. وقد جاء هذا العلم من أجل إنقاذ ذكرى الامبراطوريات القديمة الغنية ولكن دون كتابات.‏

ولا بد أن نذكر هنا أن الفضل الكبير يعود للفنان والتر ألفا في عودة الموناليزا البيروفية إلى موطنها عام 2006. وهي موشيكا الآلهة المزين جبينها. وتلك الآلهة المصنوعة من الذهب يعود تاريخها إلى ما قبل 1500 عام. وشارك إلى جانب تلك القطع في معرض مونتريال مجوهرات بديعة من الذهب (رمز الشمس) ومن الفضة (رمز المطر) ومنسوجات وسيراميك. والجدير بالذكر أن العديد من تلك القطع تعرضت للسرقة عام 1988 من قبل لصوص الحرم. وتم العثور عليها من قبل الشرطة البريطانية, بفضل عالم الآثار والتر ألفا الذي كان يطلع على كاتالوجات المجموعات والمعارض في كافة أنحاء العالم لملاحقتها والعثور عليها.‏

وقد رحبت السيدة ناتالي بونديل, مديرة المتحف بهذا الحدث الذي جرى فوق القارة الأميركية. ونوهت بأن العملية التي باشرت فيها جامعة يال الرامية لاسترداد 46 ألف قطعة مسروقة من موقع ماتشو بيتشو في مطلع القرن العشرين قد شارفت على النهاية. وعلى الرغم من ذلك لم تتخلص البيرو من أعمال الاتجار بكنوزها. ولكن في الوقت الحالي وعى البلد قيمته وصار يعرف الدفاع عنها بدعم من المجتمع الدولي عبر اليونسكو والانتربول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية