تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأدبــــــاء العــــــرب..آن الأوان لتخليد ذكراهم في متاحف تحمل أسماءهم

فضاءات ثقافية
الأحد 14-4-2013
رجالات الأدب والإبداع العرب سطروا أدبهم وإبداعهم على مر السنين الطوال, وتركوا خلفهم إرثاً إبداعياً كبيراً ربما حفظته شعوبهم وربما دثرته وأهملته أو مر في حكوماتها من قدر إبداع هذا الشاعر أو ذاك واهتم بما نثره أديب هنا أو هناك،

وليس من باب التقليد للغرب الذين يتسابقون لتقدير إرث أدبائهم بأن يجعلوا بيوتهم متاحف تزخر بما تركوه من مقتنيات وحاجيات وكتابات ونحن كعرب لنا بعض التجارب بهذا المجال:‏‏

العراق يكرم الجواهري بمتحف باسمه‏‏

بيت الجواهري في العراق الذي قرر القائمون على العمل الثقافي تحويله إلى متحف باسم الجواهري وهو في بغداد منطقة القادسية- حي الصحفيين الذي تبلغ مساحته 540 متراً مربعاً، وهي واحدة من قطع الأراضي التي وزعتها الدولة، ذات زمان، على الصحفيين... وأنجز تشييد ذلك البيت أواخر عام 1971 بشكل متواضع،. وقد سكنه الجواهري، وهو رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين آنذاك.‏‏

وشهد ذلك «البيت» التاريخي منح الجواهري جائزة اللوتس عام 1975، وولادة أول جمع وتدوين لتراث الجواهري الشعري وفي ذلك البيت أينعت روائع جواهرية، ومقطوعــــات وجدانيـــة ووطنية واجتماعية عديدة، وهاهو البيت اليوم يتحول إلى متحف يجوبه ويزوره كل محب ومتعطش لشعر وأدب الجواهري أبا فرات.‏‏

سليمان العيسى يكرّمه أبناء لواء الاسكندرون‏‏

في قرية بساتين العاصي في النعيرية بلواء الاسكندرون طرح فرع اتحاد الكتاب فكرة أن بيت سليمان العيسى هناك سيبقى متحفاً ومركزاً ثقافياً يحمل اسمه.‏

وكان العيسى عبر سابقاً عن شكره لمن يقوم بهذه الخطوة وقال: « أشكرهم على هذه الخطوة النبيلة وخصوصا ً أنهم أعادوا لي ذكريات طفولتي في منزلي القديم حيث شجرة التوت التي كنت أكتب أولى قصائدي تحتها وأقول لهم لكم كل مودة وتقدير مني وكنت أحب أن أشارككم هذا العمل, لكن صحتي لا تساعدني على الحراك.‏‏

وكانت الفكرة في تحويل منزل العيسى في النعيرية بمتحف له قد أطلقها اتحاد الكتاب العرب بالتنسيق مع اتحاد الكتاب الأتراك وأقيم مهرجان ثقافي قرب المنزل في النعيرية جمع أدباء أتراكاً وسوريين واتفقوا على أن يكون منزله في النعيرية مركزا ثقافياً ومتحفاً يحمل اسم العيسى.‏‏

قبر المعري مركز ثقافي‏‏

أما قبر المعري في مدينة معرة النعمان فهو مركز ثقافي يحوي مكتبة ويعتبر بيتاً للثقافة وللشعر والأدب ويستضيف مهرجاناً شعرياً وأدبياً احتفاءً بالمعري حيث كانت وزارة الثقافة في سورية تقيمه في شهر تشرين الأول من كل عام وتطلق عليه اسم المعري ويستقطب المهرجان شخصيات أدبية وفكرية من مختلف البلاد العربية وحتى الأجنبية تقدم فيه قصائد وأشعار ودراسات خاصة بالمعري وأدبه وفلسفته التي عرف بها وتركها خلفه فكان المهرجان يستمر لمدة أسبوع كامل تكون مناقب المعري هي محور هذا المهرجان الذي يقام قرب ضريحه في المركز الثقافي العربي في معرة النعمان .‏‏

بيت نزار قباني ملك لإنسان يعشق آل قباني‏‏

أما بيت الشاعر الكبير نزار قباني في منطقة مئذنة الشحم في دمشق القديمة فهو ملك الآن لأحد أبناء مدينة دمشق ويدعى نظام عباس وهو يرحب بكل زائر ومتعطش للتمتع ببيت نزار قباني الذي قضى فيه نزار أيام طفولته وشبابه فكل زائر لهذا البيت يلقى ترحيباً من صاحبه الآن وهو الذي يدلل للزائرين على بيت القباني ويسعد بذلك أيضاً لكونه يملك بيت شاعر فاح الشعر والياسمين عبقاً على العالم.‏‏

متحف أحمد شوقي منبر من منابر الثقافة‏‏

أما متحف أحمد شوقي في مصر فهو البيت الأشهر والذي تحول بالفعل إلى متحف ومركز ثقافي يشع بالشعر والأدب والإبداع منذ أن خصصته وزارة الثقافة المصرية لكي يكون بيت شعر وأدب ويحمل اسم صاحبه الحقيقي أحمد شوقي وهو الفيلا الخاصة بالشاعر أحمد شوقي وقد تم ضمها إلى وزارة الثقافة.‏‏

بيت عرار في الأردن مقصد كل شاعر ومثقف‏‏

هو منزل الشاعر مصطفى وهبي التل الملقب عرار عام 1949، والذي نقلت رفاته نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ليدفن في المنزل الذي ولد فيه، وليتحول هذا المنزل الذي ضم رفاته إلى متحف ثقافي في مديتة إربد شمالي الأردن، وليصبح واحداً من البيوت التراثية القليلة للأدباء والمشاهير الذين عاشوا فيها حياتهم وهو عبارة عن غرفتين وملحقاتهما إلى أن قام والد الشاعر صالح مصطفى التل ببناء بيت مجاور لهذا البيت عام 1890 وعلى مراحل, حيث أكمل البناء عام 1905. ويقام في البيت العديد من الأنشطة والفعاليات ومنها مهرجان سنوي يحمل اسمه يشارك فيه كوكبة من الشعراء العرب كما يقام فيه عدد من الأمسيات الدورية.‏‏

السياب وخطوة لتخليد اسمه في منزله‏‏

وفي خطوة متوازية أقرت الحكومة العراقية تحويل منزل الشاعر الكبير بدر شاكر السياب إلى متحف يحمل اسمه حيث خصصوا لهذا العمل، نحو 500 مليون دينار لإعادة بناء البيت الذي ولد ونشأ فيه السياب، لتحويله إلى منتدى ومتحف يحملان اسمه.‏‏

وأشار أحد مسؤولي الآثار في محافظة البصرة إلى أن فكرة تطوير بيت السياب تعود إلى بداية الثمانينات، عندما قامت بترميمه هيئة الآثار والتراث إلا أنه هدم وفقدت أبوابه ونوافذه جراء توغل الجيش في المنطقة خلال الحرب العراقية الإيرانية»، مشيراً إلى أن «وزارة الثقافة شرعت في العام 2002، بإعادة تأهيل البيت، لكن المشروع توقف ام 2003 قبل أن ينجز بسبب نشوب الحرب الأخيرة، ثم تعرض إلى النهب والتخريب».‏‏

وفي الوطن العربي الكثير الكثير من المبدعين والأدباء والشعراء الذين تركوا بصمة لهم تتذكرها الأجيال, فحبذا لو يتقدم مسؤولو الثقافة بتحويل منازلهم وأماكن إقامتهم إلى متاحف ومراكز ثقافية عوضاً عن تركها رهناً للعبث والتخريب والإهمال.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية