تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ممدوح فاخوري..وداعاً

رؤيـــــة
الأحد 14-4-2013
 عمار النعمة

منذ أيام وصلني نبأ كان بمثابة الصدمة لي, وهو وفاة الأديب ممدوح فاخوري.

الصدمة.. ليست حزناً على الراحل فحسب, وإنما لسؤال جال في خاطري هو كيف لرجل كممدوح فاخوري أن يرحل عنّا ومنذ أكثر من شهر ولا أحد يسمع أو يتحدث بوفاته, أو يكتب رثاء عنه, أو حتى ولو مقالة يتيمة في إحدى الصحف, وهو ابن الثقافة والأدب والإبداع .‏

تساءلت أين وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب؟ أين المثقفون وإنصاف المثقفين؟ هل هذه هي ثقافتنا؟ هل مفاصلها نائمة؟ هل نسوا أن ثمة فضائيات ووسائل تواصل عن الثقافة والمشهد الثقافي؟ هل نسوا دورياتهم الثقافية التي يفترض أنها مرآتنا الإبداعية؟ أيها السادة لانطلب تكريماً ولاتأبيناً, بل نعيٌ يليق بمن قدموا للأدب والثقافة سنوات عمرهم.‏

التقيته منذ أكثر من خمس سنوات في شرفته العالية في حي المهاجرين وقد أجريت معه حواراً, كان رجلاً دمثاً صادقاً كريماً ابتسامته لا تمحى عن وجهه.. يومها قال لي: «المجاملة في النقد الأدبي لا يمكن أن تفضي إلا إلى النأي عن الحقيقة والموضوعية اللتين هما أساس النقد, ويمكن لمن لا يشاء الوقوع في هذا المأزق أن يعوض عنه بأسلوب التحليل والعرض, فقد يجد نفسه فيهما بمنجاة من تكلف المجاملة وكيل المدائح» فما أحوجنا إلى أمثالك في هذا الزمان !!‏

قضى في الجزائر ستة عشر عاماً للمشاركة في حملة التعريب ثم عاد إلى وطنه سورية بعد وفاة زوجته وعاش وحيداً بعد ذلك لا أنيس له في هذه الدنيا سوى كتبه وكتاباته, وها هو يرحل عنّا وحيداً ولا مأساة في الحياة أقسى وقعاً وأعمق جرحاً من الغربة والوحدة, لكن من المؤكد أن أعماله خالدة في ما بيننا ...‏

رحمك الله يا أديبنا, فقد لحقت بمن سبقك من أدباء دمشق، هذه المدينة الشاعرة التي لا تولد من رحمها إلا المبدعين, تربيت بين حنايا أزقتها ومحبة أبنائها، فجاءت كلماتك دافئة فكنت أحد مثقفيها المتميزين.‏

ammaralnameh@hotmial.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية