لا أحد يستطيع رفع صفة القداسة عن بلدي سورية لسبب بسيط جداً ومهم جداً هو أن ترابها مزروع في دمنا ومسوّر بعيوننا وهيهات يوقفون تدفّق الدم أو تطلّع العين..
سموها «ساحة النظام» اعتقاداً منهم أن هذه التسمية تبرر لهم تعكير صفوها بالتفجير الإرهابي الحاقد الذي ضربها قبل أيام، وأن كلّ من يسكن بهذه الساحة أو يمرّ بها أو يذهب إلى مدرسته أو جامعه فيها هو من أولئك الذين حلّت عليهم فتاوى القتل «الحلال»، ساحة السبع بحرات هي ساحة الوطن وملتقى نبضه الوطني والشاهد على لُحمة السوريين تحت الراية الأغلى راية الجمهورية العربية السورية لا خجلاً من تسمية «ساحة النظام أو ساحة المؤيدين» بل تصالح مع الحقيقة والواقع اللذين قلعا عيونهم وأرّقا مضاجعهم، وما يسمونه « النظام» وفق مفهومهم هو في القلب منّا نفتديه بكلّ غال ونفيس..
كنّا نتجنّب الحديث سابقاً بهذه النبرة خشية أن يكون هناك من لم يقتنع بعد بحجم المؤامرة المفروضة على سورية لكن كلّ شيء أصبح بيّناً واللعب صار على المكشوف كما يقولون، وهنا كان لا بد من التعامل بحسم وقوة مع كل ما يجري حولنا والراية التي يذود عنها جيشنا العربي السوري الباسل ستبقى عالية خفاقة، والمواجع التي يكيلها رجال هذا الجيش للإرهاب والإرهابيين تنزل فيهم وعليهم بطعم الموت، وتكتب فينا عناوين الولادة من جديد..
بعد سنتين من العنف والإرهاب فإن المهلة المعطاة لهؤلاء الإرهابيين شارفت على نهايتها حسب ما يبدو من أفعالهم ومن تسارع جنونهم فيضربون خبط عشواء ويكثرون من الفتاوى ويقررون ويشكّلون ويستقيلون ويعودون وكأنهم يعدّون أنفاسهم الأخيرة على الأرض السورية وهذه حقيقة نستطيع أن نقرأها في عيون مقاتلي جيشنا البطل الذين يزدادون عزيمة وإصراراً على إنجاز ما تبقى من مهمتهم الوطنية بكل شدّة وبأس، هذا الجيش الذي لم ولن ينسى أنه يقاتل على أرض سورية وأن هذه النقطة بالذات تدفعه للكثير من الحرص لأن كل حجرة تسقط سيكون شريكاً في إعادة إعمارها بعد أن يكون قد غسلها من دنس الإرهاب..
وصلتنا ووصلت غيرنا رسائل الجيش العربي السوري، وقد اتكأت هذه الرسائل على الثوابت الوطنية التي جمعتنا على الدوام فدعا من خلالها جيشنا الباسل من غُرر بهم وخرجوا بوجهه إلى إلقاء السلاح والعودة إلى حضن الوطن وإلا فلن يجد أي خيار سوى القضاء عليهم، الرسائل واضحة ووصلت بذات الوضوح وتنمّ عن قوة وعن حرص على كرامة الإنسان العربي السوري وتفسح المجال أمام المخطئين للتوبة والعودة إلى الوطن..
نقرأ في العناوين تقلبات السياسة العالمية تجاه بلدنا الحبيب سورية فنعرف أننا على حقّ ولو حاول البعض التمويه على هذه الحقيقة، ندخل إلى التفاصيل فنعرف أين تذهب دماء إخوتنا وأبنائنا، ونعرف لماذا يبكي السوري الحقيقي، هذا الإنسان الرائع الذي لا يبكي أحبةً فارقوه وإنما يبكي خراباً ممنهجاً وقع على بلده، الأرحام تنجب والإيمان بالله العلي القدير كبير جداً وفاتورة الدم ندفعها راضين لكن ما تتعرض له ثرواتنا من نهب ومنشآتنا من خراب هو الوحيد القادر على زرع الحزن فينا..
سنعيد البناء من جديد، هذا أمر مؤكد إن شاء الله، لكن سنعاني وما علينا إلا الصبر ولو أن «الثورة المزعومة» فيها ولو نفساً واحداً من قيم الثوّار لما زرعت خلفها كل هذا التدمير والخراب..
يحرقون الجوامع والجامعات، ينهبون القمح والنفط والغاز، يغتالون الأطفال والساحات، ولكن لا يستطيعون كسر النفوس التي جبلها الله بالكرامة والإباء «نفوس أباة وماض مجيد» وعلى الباغي تدور الدوائر..