لا أشعر بالنعاس! ردت بنفور: إذاً اذهب لتنعس ثم نمْ!
جرجر الرجل نفسه إلى غرفة النوم تاركا إياها تتابع برامج التلفزيون!!
قلت له: كل الرجال خونة! لا يحترمون الحياة الزوجية!
أجابني بهدوء من نالت منه تجربة العمر كل مفصل: مع من تظنين أن أولئك الرجال يخونون الرباط الزوجي?
هل يمكننا حقا أن نؤكد أن ليس كل النساء يعانين سطوة الرجل وتحكمه! وأن ثمة من يهدون بيت الزوجية وأن الرجل ليس هو المسؤول الأول والأخير عن الفشل بالضرورة.
في حياتي اليومية وفي صلب عملي الميداني يزداد يقيني بأن قسوة العيش وغياب الحب والتفاهم تطحن الجميع رجالا ونساء!!.
كل هذا الكلام مقدمة للدخول إلى نقطة المركز وهي مركزية دور الرجل - الأب في حياة الاسرة واهميتها في الاستمرار المتوازن, يبدو أنه ومن خلال تقدم المرأة لتحتل مواقع كثيرة في الحياة اليومية بدأت تلك المركزية تهتز رويدا رويدا مخلفة آثارا سلبية دون شك لكن مع تفاوت في درجة تلك الاثار نحن اليوم لا نعيش أسلوب الحياة التقليدية التي عاشها آباؤنا وأمهاتنا حيث تنتظر العائلة بكل افرادها وصول الأب ليلتئم شملها حول مائدة واحدة ورغم الدور الخفي الذي لعبته امهاتنا في اتخاذ قرارات الاباء إلا أن الكلمة الفصل كانت لذلك الرجل حاكم الاسرة ونحن اليوم لا نعيش اسلوب الحياة العصرية التي حلمنا بها طويلا كما نشاهدها في افلام الغرب ومسلسلاته رغم كل المظاهر المدنية التي تحولنا اليها!
هناك في الغرب تلعب الدولة بكل مؤسساتها دورا كبيرا في حياة الأسرة: رياض الاطفال, النقل, الرعاية الاجتماعية, الحضانة, محاكم الأسرة, نسب الطفل, الضمان الصحي, وغيرها من الأمور الكثيرة التي تساعد في لم شمل العائلة, اذا انتهى دور الأب الراعي ايتها النساء لا تفرض كثيرا بقدرتكن على التحكم برب العائلة لأن في ذلك ما يهدد شخصية الابناء وخاصة الذكور منهم ليتخرج من تلك الانانية الانثوية رجل ضعيف الشخصية متردد أنا لا أدعو لسيطرة واستبداد الرجل ايضا, لكن تريثن قليلا في المطالبة باتخاذ القرار النهائي فقد نجحت جداتنا بذكاء شهرزادي لا يخفى بأن يكون الرجل هو محور حياتها وحياة الاسرة?