وذلك ينطبق على عين سمير طحان الثالثة ويشكل نصف التعريف فعينه الثالثة تنظر من الخارج والداخل لذا فرؤيتها علمية تحليلية تركيبية شاملة وإذا كانت العين الثالثة (الهندو صينية) تستخدم النشوة الجنسية لتغذية القدرات الإبداعية عبر تدوير دولاب الحياة المتمحور في (الشاكرات) أي المراكز الحيوية في الجسم والذي بدورانه يكتمل الناقص ويتجدد العيش فإن عين سمير طحان الثالثة تسخر كل الفعاليات:الغريزية والعاطفية والفكرية لتأمين راحة الإنسان وسعادته بنجاحه في كافة الأصعدة.
كل من قرأ عمل سمير طحان( القناع في الطباع) سيقتنع بعد قرأته لعمله ( العين الثالثة) أنه اما جنس أدبي جديد يدعوه:القاموس الحيوي حيث يجمع فيه العبارات والتعابير الديناميكية والمفردات الجميلة الداخلة ضمن لعبة لغوية فريدة اتقنها سمير طحان سابقا في كتابه القناع في الطباع واحترفها حتما في عمله هذا( العين الثالثة).
الثراء والتكييف شكلا عمادين أساسيين في بنية النص العين الثالثة حالة بارا سيكولوجية قائمة على رؤية الحالة الباطنية لشخص ما كأن تلتقي بأحد ما فيلمع في ذهنك لون أو شكل حدده بدقة واقرأ المكتوب عنه في العين الثالثة وستجد عبارات فيها إشارات تظهر حالته الباطنية كما ستلاقي تلميحات إلى الطريقة المثلى للمعاملة الفضلى.
فلو فرضنا أنك قابلت شخصا وأول لون خطر على بالك اللون الأصفر الكمد عندها ستفتح كتاب العين الثالثة على فهرس أبجدي بالأشكال والألوان يساعدك على التقاط اللون الذي رأيته وتفسيره وستجد إذا عدنا إلى اللون الأصفر الكمد أنه يمثل الثامن من حزيران الذي يرمز إلى ( شدياق-عفريت الوفاق) كذلك إلى فيلولوجيا الحياة وستقرأ:
- الجوهري الخبي تحت العرضي -الواقع المقنع بالمظاهر. -الكنز المخبأ. -البئر الجوفية. -النبع المختوم.-النضج الفالق البذرة. -نزع القشور للوصول إلى اللباب. -الظلمة الحبلى بالضوء. -الجنين في الرحم. -سر الأسرار المودع تحت الأستار.
العين الثالثة إنجاز فريد في اللغة العربية اعتدنا على تلقف هذه النوعية من الكتب من الغرب وترجمتها وقرأتها بنهم سمير طحان بالتعاون مع شقيقه مروان قدما ما يمكن أن يعد حجر أساس لهذا العلم باللغة العربية وعند قرأتنا للعمل لن نستغرب الجهد الذي اقتضاه إنجازه حيث يؤكد سمير طحان في مقدمته أنه استغرق في التحضير خمسا وعشرين سنة واستغرق بالكتابة مع شقيقه مروان عشرة أعوام.
وببساطة يمكن أن تعد العين الثالثة نوعا من الرياضة الفكرية التي تؤهل قارئها الاعتماد أكثر على واقع الإيجابية الكامن في النفس الإنسانية الذي أكده كل من فرويد ويونغ والقراءة الإيجابية تعني استثمار الخوف في إنشاء الأمان واستهلاك القلق في إنتاج الاطمئنان وتعد العين الثالثة مجموعة علوم وأهمها ما كان يسمى قديما نظرية التوازن الكوني بفرعيها ميزان الجسم وميزان الروح وما يسمى الآن الوحدة العضوية الكونية بقوانينها الثلاثة:قانون التبادل الحيوي بين العناصر والكائنات وقانون السعي إلى الاكتمال وقانون العمل على التكامل. إنها وبكلمتين :خيمياء الحياة.
الكتاب:العين الثالثة /قاموس حيوي.
المؤلف:سمير طحان ومروان طحان صادر عن دار كنعان
طبعة ثانية 2007