و أذكر أن ما لارميه ورامبو كانوا من بين أولئك الشعراء الملعونين. يومها أراد فيرلين أن يقول في كتابه ذاك وتسميته تلك التي أنهم هم الشعراء الحقيقيون الذين تحل اللعنة عليهم من الذين لاعلاقة لهم بالشعر.. أي إنهم ملعونون لأنهم الأفضل.. وارتدت كلمة ملعون ثياباً من لون آخر.. جاءت ذلك كنتيجة طبيعية ومهمة للصراع بين الحداثيين والقدامى.. ولأن الصراعات ودخان بارودها هي من الحالات الجميلة واللازمة والضرورية لصنع التجديد أو إنعاش القديم أو حتى تجديد الجديد.. أصبح لازماً على مفردات مثل (معركة, صراع, مناورات, قلاع, متاريس, مدافع) أن تدخل حيز التنفيذ لينتج الوسط الأدبي جديده تماماً كما الزبدة لا ينتجها إلا دأب الهز وعنف الخض..?!!
ولأن الشيء بالشيء يذكر وعلى سيرة الحداثة التي أتقنها الغرب لأنه أنتجها وتعثر فيها العرب لأنهم استوردوها وحولوها الى مهزلة يقترفها كل من يريد أن يكون مثقفاً, يشغلني سؤال مهم حول هوية بعض الدواوين الحداثوية الشائعة حالياً في الوسط الأدبي كأن يصر شاعر فذ على تضمين ديوانه أنماط ثلاثة من الشعر: الشعرالعمودي, وشعر التفعيلة والحر.. وأشعار أخرى لا قبل لناقد بتصنيفها..
وآخر (نهفة) قرأتها في ديوان ما بعد بعد حداثوي (أنظر إليك, في قامتك والهيروغليفية)?!
linahawyane@yahoo.com