|
الطريق إلى دمشق آراء يختلف بعضها عن البعض الآخر, يعتبر أصحابها من خلالها رؤيته حول أسلوب السير على الطريق المؤدية الى دمشق.
وبطبيعة الحال فإن هدف وقفتي أمام هذا العنوان, ليس اجتزاء ما ورد في وجهات نظر أحد من هؤلاء حول كيفية اتباع الطريق المؤدية الى دمشق, إن ما أرمي إليه هوالقول بأن عبور الطريق الى دمشق له من وجهة نظرنا, شروطه المعروفة, وفي المقدمة من هذه الشروط, أن دمشق ليست لقمة يمكن مضغها مهما كانت أسنان الطامعين في النيل منها حادة وطويلة, ولذلك ليس من البساطة الوصول إليها باتباع أسلوب الترغيب أو الترهيب. فالوصول الى دمشق يكون من بوابة تاريخها العريق. وتاريخ دمشق يشهد لها بدفاعها عن مستحقاتها, من دون أي تنازل عنها ولأي سبب من الأسباب. والمستحقات لدينا معروفة: استعادة الأرض المحتلة في الجولان. سورية غير قابلة للسقوط في شباك المؤامرات التي تحاك ضدها في أي وقت وفي أي مكان. إن الطريق الى دمشق, عندما يكون خالياً من الحفر والألغام القابلة للانفجار في أية لحظة, هوطريق السلام, هو طريق تحقيق أمنيات أبناء الجيل, قبل أن تشهد المنطقة العربية برمتها مستقبلاً ولادة جيل لن يقبل بما يقبل به جيل اليوم وصولاً الى سلام عادل وشامل. ضمن هذه المعادلة, يكون الطريق الى دمشق ممهداً أمام من ينظر إليها بعين الحكمة ويتفهم أبعاد الأزمة الراهنة في المنطقة العربية, ومن يقف وراءها, بدءاً بإسرائيل وانتهاء بحلفائها من الداخل ومن الخارج على حد سواء. ومعروف لدى المحلليين ومتتبعي أحداث المنطقة منذ أكثر من خمسة عقود أن ما جرى ويجري في دول الجوار خلال تلك الحقبة سببه, بالدرجة الأولى, تخطي تحذيرات دمشق التي استشفت ماسوف يكون عليه الوضع في المستقبل في حال تعطلت لدى الممسكين بزمام الأمور من سياسيي العصر حواس السمع والنظر والشم. ولهذا الاعتبار يستمر غليان الوضع بين الحين والحين, وغالباً ما ينتقل, من منطقة الى أخرى كان أهلها في غنى عن قطف ثماره الأليمة وذلك على غرار ما حدث من قبل وما يحدث الآن في دول مجاورة لنا. ولا أعتقد أنني أشير الى ما يعرفه كل أبناء شعبنا عن مواقف سورية, حيال الشأن العراقي أوالشأن اللبناني منذ ثمانينات القرن الماضي تحديداً, سنة شاهد العالم بأم العين غزو القوات الاسرائيلية للبنان, مثلما شاهد بعد ذلك بسنوات قليلة غزو جيش صدام حسين للكويت, وكانت دمشق وحدها بين العواصم العربية الحاضنة لهواجس الأهل في لبنان مثلما كانت حاضنة لهواجس الأهل في الكويت ودفعت ثمناً غالياً لقاء ذلك. إن دمشق بمواقفها الوطنية والقومية, تبقى, كما عهدتها أمتنا العربية, جداراً صامداً أمام محاولات القفز من فوق هذه المواقف بهدف اضعاف الامة, لاسورية فقط, والنيل من كرامة ابنائها. ولوفائها بالتزاماتها الوطنية والقومية, تبقى دمشق الطريق العصية على المغامرين من هواة السباق وصولا الى اهدافهم المكشوفة. ان دمشق هي طريق السلام لا الاستسلام.والسلام وحده لاسواه هو الطريق الى دمشق. Dr- louka @ maktoob. com.
|