تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكراك صديقي الشهيد

ملحق ثقافي
2018/6/26
محمد الرفاعي

مساءً...

صباحَ الفجيعةِ ..‏‏‏‏

قبلَ انبلاجِ البلادِ‏‏‏‏

على قُبْلَةِ الموتِ:‏‏‏‏

كانَ يُمَارِسُ عادَتَهُ‏‏‏‏

في اِنْتِشَالِ الخيالِ‏‏‏‏

المُهَمَّـشِ ...‏‏‏‏

مِنْ تَحْتِ حافرهِ الواقعيِّ‏‏‏‏

أنا لا أُجِيْدُ اقتباسَ الحديثِ‏‏‏‏

مَضَتْ سَاعةٌ ...سَنَةٌ ...سَنَتَانِ‏‏‏‏

وَعَشْرُ دَقائقَ‏‏‏‏

للوقتِ خِفَّتَهُ‏‏‏‏

في اغتيالِ المكانِ‏‏‏‏

وَتَجْفيفِ أجسادنا‏‏‏‏

من هواءِ الطفولةِ‏‏‏‏

أُغْنِيَةٌ لا تَشِيْبُ‏‏‏‏

وَسيفٌ عليكَ ...يا وقتُ‏‏‏‏

لَيسَ يفيدُ الكلامُ هنا:‏‏‏‏

طَلْقَـةٌ...‏‏‏‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

وردةٌ مُعَطَّلَةٌ في السديمِ‏‏‏‏

وبابٌ يُجَرِّبُ مفتاحَهُ‏‏‏‏

في الخَوَاءِ الكثيرِ‏‏‏‏

وليلٌ سريعُ النموِّ على رُكْبَتَيْكَ‏‏‏‏

هُوَ الآنَ يَرْقدُ في غُرْفَةٍ‏‏‏‏

مُجَاورةٍ للحياةِ البديلةْ‏‏‏‏

لَهُ فكرةٌ مِنْ نُزُولِ الحَمَامِ‏‏‏‏

على رأْسِهِ‏‏‏‏

بُكْرةً وأصيلا...‏‏‏‏

هو الآن يُطْعِمُهَا:‏‏‏‏

قَمْحَهُ... قُدَّاسَ ليلتهِ...‏‏‏‏

والنخيلا‏‏‏‏

هو الآنَ يَقْطَعُ شَوْطَ القيامةِ‏‏‏‏

مِنْ فَرَسٍ...‏‏‏‏

إلى فَرَسٍ...‏‏‏‏

وَبَعْدُ ...‏‏‏‏

سيقْطَعُ هذا الصهيلا!‏‏‏‏

هوَ الآنَ...‏‏‏‏

مُنْشَغِلٌ في الْتِقَاطِ الفراشةِ‏‏‏‏

مِنْ حافةِ الغيبِ‏‏‏‏

قُرْبَ عَـيْـنَـيْ حبيبتهِ‏‏‏‏

ويُمَارِسُ عادتهُ...‏‏‏‏

ما استطاعَ إليها سـبيلا‏‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية