وتعددت التقنيات التي استخدمتها سمرجيان في لوحات معرضها المقام حالياً في صالة مرسم فاتح المدرس بين الزيتي والأكريليك والمائي والأحبار والباستيل كحالة تجريبية لخدمة المواضيع التي صاغتها بتجريد صاخب أحياناً وبتجريد ينحو إلى التعبيرية في بعض الأعمال ما خلق حالة بصرية متنوعة في المعرض وأعطى المشاهد مدلولات عن الحالة المزاجية المتنوعة لصاحبة الأعمال.
وعن اختيارها للأسلوب التجريدي تقول سمرجيان: “هذا الأسلوب خياري منذ مشروع تخرجي لأنه الوحيد الذي أعبر من خلاله عن إحساسي وهو يحتاج للتأمل والتركيز من قبل المشاهد كي تصل إليه أفكار الفنان رغم وجود احتمال وصول أفكار أخرى غير مخطط لها فهذا يحتاج للحوار بين الفنان والجمهور وهنا يأتي دور النقد البناء لتطوير العمل الفني”.
وتتابع سمرجيان: “أحب أن تكون لي بصمتي الفنية الخاصة في عالم الفن كي يعرف المشاهد أعمالي بمجرد رؤيتها لأعبر عن حالتي الداخلية وهواجسي وأفكاري والحرب أعطتني دافعاً إيجابياً للعمل والاجتهاد أكثر في صياغة لوحتي الفنية الخاصة مع الإصرار على التعبير عن الذات بحرية فنية تعتمد التجريب والخلط بين التقنيات اللونية للوصول لنتائج فنية مختلفة عبر الأسلوب الصاخب أو التفاصيل الصغيرة”.
وترى سمرجيان أن الفن التشكيلي السوري اليوم عاد للنشاط من خلال الفعاليات والمعارض بعد سنوات من السكون خلال الحرب ما يجعل المناخ الفني مشجعاً، لكنها ترى أن ظهور الفنان يعتمد على مدى اجتهاده واندفاعه نحو عمله الفني والتصاقه به وإخلاصه له وإلا فإنه سيغادر الفن لمجال آخر.
وتلفت الفنانة الشابة إلى أن نظراءها من الشباب بحاجة اليوم إلى تنشيط وتفعيل ورشات العمل الفنية التي تقدم لهم فرصة الرسم بعيداً عن تكاليف المواد الفنية المرتفعة كما أن الدعم النفسي لهم مطلوب بشكل كبير لتجاوز آثار الحرب.
وتعبر الفنانة سمرجيان عن تفاؤلها بالمستقبل وتقول: “أنا إنسانة متفائلة ومندفعة نحو الحياة وأرى الأفضل دائماً، ولولا ذلك لما قمت بتقديم معرضي الفردي الأول في هذا الوقت، فالرسم بالنسبة إلي هو حياتي التي أمارسها منذ صغري وسيكون رفيق دربي في المستقبل لإيصال أفكاري للجمهور”.
والفنانة كارولين سمرجيان خريجة كلية الفنون الجميلة عام 2015 وعملت في الإشراف على تنظيم معارض في متحف بول غيراغوسيان بلبنان والمركز الوطني للفنون البصرية إلى جانب ورشات العمل وإدارة مسارح وإعادة تنسيق كتابة المسرحية مع الفنان الراحل جلال خوري ولها مشاركات بمعارض جماعية في لبنان وسورية.