وبعد سنوات عديدة من التضليل والتمويه والتزوير الذي مارسته الحكومات البريطانية المتعاقبة تتكشف من جديد حقائق وارتكابات الجنود البريطانيين بحق المدنيين العزل وخاصة الأطفال بشكل مناف للاتفاقات الدولية.
وكشفت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية عن وثائق سرية تم تسريبها مؤخراً كانت تخفيها الحكومة البريطانية، تحوي أدلة على تورط الجنود البريطانيين في جرائم قتل اطفال وتعذيب مدنيين في العراق وافغانستان.
وقالت الصحيفة: ان تحقيقات أجرتها على مدار عام كامل بالتعاون مع برنامج بانوراما- بي بي سي اظهرت ان محققين عسكريين كشفوا عن معلومات تؤكد تورط قادة عسكريين بريطانيين رفيعي المستوي بمحاولة اخفاء والتغطية على جرائم حرب ارتكبها الجنود البريطانيون في هذين البلدين من بينها مقتل محتجزين لدى وحدة القوات الخاصة في الجيش البريطاني، والضرب المبرح والتعذيب والاستغلال الجنسي المهين للمحتجزين، من قبل عناصر من كتيبة «بلاك ووتش» البريطانية وذلك في خرق لاتفاقيات جنيف بشأن معاملة الاسرى.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن المحققين كشفوا اتهامات بتزوير وثائق خطيرة واعاقة مسار العدالة بما يكفي لاطلاق ملاحقات قضائية لضباط رفيعي المستوي في الجيش البريطاني، مؤكدة أن عملية التغطية الاكبر كانت في جريمة قتل 3 أطفال وفتى بالرصاص في الرأس بواسطة أحد جنود القوات الخاصة، ورغم توصية الشرطة الملكية العسكرية بمحاكمته لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن.
وأشارت الصحيفة إلى ان التحقيقات في اتهامات بوقوع انتهاكات في العراق تم تحجيمها من قبل مايكل فالون وزير الدفاع السابق قبل عامين، وذلك في أعقاب استبعاد أحد المحامين عن الجانب العراقي وبعد ذلك تم وقف التحقيقات بمعسكر كامب ستيفان الذي كانت تستخدمه القوات البريطانية في البصرة، و مرت كل الجرائم التي ارتكبت هناك دون عقاب.
وبينت الصحيفة ان قيام الحكومة البريطانية بالتغطية على هذه الجرائم يضر الصالح العام أكثر مما ينفعه، لان هذه القضايا التي لا تظهر فيها الحقيقة ويتم اخفاؤها قد تنتهي في ساحات المحكمة الجنائية الدولية.