تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«غدرات الزمن»

الكنز
الاثنين18-11-2019
عامر ياغي

لو كان لمبادرة دعم الليرة (ليرتي قوتي) لسان ينطق لصرخت بأعلى صوتها مطالبة أصحاب (العنتريات) الذين أكثروا وأفاضوا لا بل أغرقوا مسامعنا بالتوقف عن إطلاق الشعارات والتصريحات الطنانة والوعود الرنانة والإطلالات الإعلامية التي صمت معها وبها آذاننا، لدرجة أننا كدنا أن نقنع أنفسنا بأنفسنا أن زمن المضاربة،

والرقص على حبال تذبذب سعر صرف الدولار مقابل الليرة، والسمسرة والمتاجرة قد ولّى إلى غير رجعة.‏

هذا ما كنا جميعاً (ودون استثناء) نُمني النفس به.. كنا نترقّب وبشغف كبير (فزعة) تجارية ـ صناعية من العيار الثقيل جداً ولا سيما قطاع رجال المال والأعمال.. كنا (نتيجة كم التطمينات الكبيرة والضخمة التي أغرقونا بها) ننتظر لحظة سقوط الدولار الأسود على بساط سعر الصرف الحقيقي لا الوهمي أو الخلبي بعد أول جولة تدخل.. كنا نتحيّن اللحظة التي سنتنفس من خلالها الصعداء (سعرياً) بعد أشهر من حبس الأنفاس، وضيق ذات اليد التي باتت (وللأسف) واقع حال السواد الأعظم للمواطنين وأصحاب الدخل المحدود جداً جداً، الذين يمسون على نشرة سعرية، ويصبحون على أخرى مغايرة لسابقتها تماماً (تصاعدية طبعاً)..‏

كنّا وما زلنا نعيش على أمل أن نرى الطرف الآخر شريكاً حقيقياً واستراتيجياً (قولاً وفعلاً) في الضراء قبل السراء، وفي الندرة كما الوفرة والبحبوحة الذين كانوا وما زالوا يقطفون ثمارها (بكل أشكال النقد حتى الذهبي منها) من الدولة باعتبار أنهم كانوا يدّعون في سابق الأيام وما زالوا بأنهم شركاء فقط، دون أن يحددوا نوع أو شكل هذه الشراكة التي تبدو في ظاهرها ومضمونها وأسلوبها (حتى تاريخه على أقل تقدير) أنها مصلحية بحتة، قائمة على الغنم ليس إلا، وفي جميع الأوقات والمناسبات والظروف.‏

هذا هو الشكل الظاهر للتحرك الأخير، ليس تهجماً أو تكهناً، وإنما من حقيقة النتائج السلبية التي أفضت إليها مقدماتهم السلبية، والتي كان من الممكن لها أن تكون جيدة لا بل ممتازة، لو أنهم أوفوا بـ 50 % من وعودهم البراقة وتأكيداتهم بأنهم أهل للسيف والضيف وغدرات الزمن التي لن تستثني أحداً... منهم، باعتبار أنهم يعرفون أكثر من غيرهم بكثير أن الحياة (سلف ودين).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية